[ 174 ] كيف أصبحت من علتك يا ابنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فحمدت الله وصلت على أبيها وقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكن قالية لرجالكن، لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنئتهم بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول الحد واللعب بعد الجد وقرع الصفات وصدع القناة وخطل الآراء وزلل الأهواء وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها وحملتهم أوقتها وشنت عليهم غاراتها فجدعا وسحقا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين، ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الوحي (خ) والروح الأمين والطببن بأمور الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا منه والله نكير سيفه وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله. وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها وحملهم عليها ولساريهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ولا يكل سائره ولا يمل راكبه ولأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه الى ان قالت سلام الله عليها: استبدلوا والله الذنا بي بالقوادم والعجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا الا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، ويحهم * (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون) *، أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا ملاء القعب دما عبيطا وذعاقا مبيدا، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون، غب ما أسس الأولون ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا وأطمأنوا للفتن جأشا، وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم وحرج شامل واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا وجمعكم حصيدا، فيا حسرة لكم وأنى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وانتم لها كارهون. قال سويد بن غفلة: فأعادت النساء قولها على رجالهن، فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين وقالوا: يا سيدة النساء، لو كان أبو الحسن عليه ________________________________________