[ 17 ] ودع عنك قول الناكثين فإنما * أولاك، أبا عمرو، كلاب نوابح وبايعه إن بايعته بنصيحة * ولا يك معها في ضميرك قادح (1) فإنك إن تطلب به الدين تعطه * وإن تطلب الدنيا فبيعك رابح وإن قلت عثمان بن عفان حقه * على عظيم والشكور مناصح فحق على إذ وليك كحقه، * وشكرك ما أوليت في الناس صالح (2) وإن قلت لا نرضى عليا إمامنا * فدع عنك بحرا ضل فيه السوائح أبى الله إلا أنه خير دهره * وأفضل من ضمت عليه الأباطح ثم قام زحر بن قيس خطيبا (3)، فكان مما حفظ من كلامه أن قال: " الحمد لله الذى اختار الحمد لنفسه وتولاه دون خلقه، لا شريك له في الحمد، ولا نظير له في المجد، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائم الدائم، إله السماء والأرض، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالنور الواضح (4) والحق الناطق، داعيا إلى الخير، وقائدا إلى الهدى ". ثم قال: " أيها الناس، إن عليا قد كتب إليكم كتابا لا يقال بعده إلا رجيع من القول، ولكن لا بد من رد الكلام. إن الناس بايعوا عليا بالمدينة من غير محاباة له بيعتهم، ________________________________________ (1) القادح، بالتاف: أصله الاكل يقع في الشجر والأسنان، والمراد به الغش والدخل. وفي اللسان: " قدح في ساق أخيه: غشه وعمل في شئ يكرهه ". وفي الأصل: " فادح " بالفاء، وهو الحمل الثقيل والنازلة تنزل بالمرء. والوجه ما أثبت من ح. (2) وليه، كرضيه: صار وليا له. وسكن الياء للشعر. (3) كذا في الأصل. وفي ح: " قال نصر: ثم إن جرير قام في أهل همدان خطيبا ". وعقب ابن أبى الحديد على هذه الخطبة والشعر الذى بعدها بقوله: " قال نصر: فسر الناس بخطبة جرير وشعره ". انظر ح (1: 247). وقد مضت خطبة لجرير في الصفحة السابقة فيصح ما هنا إن كان قد أشار إلى تلك الخطبة. (4) في الأصل: " بالحق الواضح " وأثبت ما في ح. (*) ________________________________________