[ 460 ] [ قد أسروا من خصها بآية * التطهير رب العرش في كتابه ] [ إن ألبست في الاسر ثوب ذلة * تجملت للعز في أثوابه ] [ ما خطبت إلا رأوا لسانها * أمضى من الصمصام في خطابه ] [ وجلببت في أسرها آسرها * عارا رأى الصغار في جلبابه ] [ والفصحاء شاهدوا كلامها * مقال خير الرسل في صوابه ] ومن شجاعتها الادبية في مجلس يزيد ما نقله أرباب المقاتل وغيرهم من رواة الاخبار: أن يزيد دعا بنساء أهل البيت والصبيان فأجلسوا بين يديه في مجلسه المشؤوم، فنظر شامي إلى فاطمة بنت الحسين (ع) فقام إلى يزيد وقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية تكون خادمة عندي ؟ قالت فاطمة بنت الحسين (ع): فارتعدت فرائصي، وظننت أن ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب عمتي زينب فقلت: عمتاه أو تمت واستخدم ؟ فقالت عمتي للشامي: كذبت والله ولؤمت، ما جعل الله ذلك لك ولا لاميرك. فغضب يزيد وقال: كذبت والله إن ذلك لي ولو شئت لفعلت قالت: كلا والله ما جعل ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا، فاستطار يزيد غضبا وقال: إياي تستقبلين بهذا الكلام إنما خرج من الدين أبوك وأخوك فقالت زينب: بدين أبي وأخي اهتديت أنت وأبوك إن كنت مسلما قال: كذبت يا عدوة الله قالت: يا يزيد أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك، فكأنه استحى وسكت فأعاد الشامي كلامه هب لي هذه الجارية فقال له يزيد: أسكت وهب الله لك حتفا قاضيا. وروى السيد ابن طاوس في اللهوف هذه الرواية كما يأتي: قال نظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة بنت الحسين (ع) فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية، فقالت فاطمة لعمتها زينب (ع): أو تمت واستخدم ؟ فقالت زينب (ع): لا ولا كرامة لهذا الفاسق فقال الشامي: من هذه الجارية ؟ فقال يزيد: هذه فاطمة بنت الحسين، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب، فقال الشامي: الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب ؟ قال نعم، فقال الشامي: ________________________________________