[ 420 ] قال: فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي رحمه الله، وكان بعد ذلك تحمل الاموال إلى بغداد إلى النواب المنصوبين وتخرج منهم التوقيعات. ولما قدم الحسن (ع) على ربه، واستتر عن أهله وأصحابه، ووقعت الغيبة الصغرى، ولم يعلم به ولا يدري من نصب لقبض الاموال والاخماس وإزالة الوسواس الخناس من الناس وكشف الشكوك والاقياس، فذهبت الخواص من شيعته إلى الاطلاع على أمره واستجلاء ديجور ليل استتار نور بدره، وكان ممن طلب إبراهيم بن مهزيار وهو من الثقاة الاخيار قال: قدمت المدينة مدينة الرسول (ص) فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي (ع) الاخير، فلم أقع على شئ منها، فرحلت إلى مكة مستبحثا عن ذلك، فبينما أنا في الطواف الاخير إذ تراءى لي فتى أسمر اللون، ربع، حسن الوجه، جميل المخيلة، يطيل التوسم إلي، فعدلت إليه مؤملا منه عرفان الوجه لما قصدت إليه، فلما قربت منه سلمت عليه فأحسن الرد والاجابة، ثم قال: من أي البلاد أنت ؟ قلت: أنا رجل من العراق، قال: من أي العراق أنت ؟ فقلت: من الاهواز، قال: مرحبا بلقائك، هل تعرف بها جعفر بن محمد الحضيني ؟ قلت: دعي فأجاب قال: رحمة الله عليه ما كان أطول ليله وأجزل نيله، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار ؟ فقلت، أنا إبراهيم بن مهزيار، فعانقني مليا ثم قال: مرحبا بك يا أبا إسحاق ما فعلت العامة التي وشجت بينك وبين أبي محمد، قلت: لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من طيب أبي محمد بن علي (ع) ؟ فقال: ما أردت سواه، فأخرجته إليه، فلما نظر إليه استعبر وقبله، ثم قرأ كتابته وكانت: يا الله يا محمد يا علي ثم قال: يا أبا إسحاق أخبرني من عظيم ما توخيت به بعد الحجج قلت: وأبيك ما توخيت إلا ما سأستعلمك مكنونه قال: سل عما تريد فإني شارح لك إن شاء الله تعالى، قلت: هل تعرف من آل أبي محمد الحسن بن علي (ع) شيئا ؟ قال: وأيم الله إني لاعرف الضوء من جبين محمد (ع) وموسى أبناء الحسن بن علي (ع)، ثم ________________________________________