[ 102 ] التوراة الحاضرة. وإن الله تعالى طهر هارون وبنوه وجعلهم قضاة لبني إسرائيل يفسرون لهم شريعة التوراة. وفي الرسالة الخاتمة أدخل النبي صلى الله عليه وآله فاطمة وعلي وأبناهما تحت الكساء الخيبري ونزل قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") ترى هل الخاتمة تحمل معالم الدعوة الإلهية عند المقدمة. ومن المعروف أن الدعوة الإلهية التي حملها الأنبياء دعوة واحدة. لقد ظهر تابوت السكينة وبه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون كآية لطالوت وكحجة على بني إسرائيل. ترى هل ظهر بعض ما ترك آل موسى وآل هارون كآية لنبوة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وكحجة على بني إسرائيل الذين يعلمون المقدمات ويعرفون النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يعرفون أبناءهم ؟ ترى هل إستقامت المعجزة عند المقدمة مع المعجزة عند الخاتمة ؟ لقد أخبر القرآن الكريم إن تابوت السكينة به (بقية) مما ترك آل موسى وآل هارون بمعنى إن التابوت لم يكن به مجموع ما ترك آل موسى وآل هارون. ولازم ذلك أن تراث آل موسى وآل هارون إمتدت إليه الأيدي قبل ظهور طالوت كملك على بني إسرائيل. فما المانع أن تكون البقية قد إمتدت إليها الأيدي. وخاصة أن اليهود كانت لهم آنية يتباركون بها. وكان لحيي بن أخطب تراث يتفاخر به على اليهود على خلفية إنه من نسل هارون. ترى هل كان في خيبر حجة الله على بني إسرائيل وعلى الأمة الخاتمة ؟ ومن الثابت والمحفوظ. أن منزلة علي بن أبي طالب من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي (أنت مني بمنزلة هارون من موسى. إلا إنه لا نبي بعدي) (1) وهذا المعنى نقف عليه إذا تدبرنا بعض الأمور. منها: ما ذكره ________________________________________ (1) رواه البخاري (الصحيح 300 / 2) ومسلم (الصحيح 174 / 15). (*) ________________________________________