[ 8 ] للصراع العنيف بين الحكومتين الايرانية والعثمانية احداهما مع الاخرى وبين القبائل العراقية مع اجدى هاتين الحكومتين وفيما بينها. وهذا عادة مما يسبب خمود كل حركة فكرية وغير فكرية. ومن الغريب حقا أن يتفق مع ظهور هذه الحركة الادبية ظهور حركة واسعة لم يسبق لها مثيل للعلوم الدينية في العتبات المقدسة النجف وكربلا، وبرز في هذه الظروف عاماء مجتهدون جددوا الفقه واصول وجددوا في نوع التفكير واسلوبه، ولا تزال الدراسة عندنا تستقي من ينبوعهم بل هي عيال عليهم. وهنا يحير الباحث ويحضر عنده السؤال عن ان هذه المقارنة بين ظهور الحركتين هل كانت بمحض الاتفاق أو ان الحركتين كانتا يستقيان من منبع واحد ؟ ولا شك ان مجال البحث لا يزال واسعا أمام المعنيين بهذه الشؤن، بل لا يزال الموضوع بكرا، ولسنا الآن بصدد علاج هذه الناحية وليست هذه الكلمة العابرة بمتسعة لمثل هذا البحث الشائك. وكل الذي أردناه هو الاشارة إلى اقتران الحركتين اللتين أثر احداهما في الاخرى فكان أكثر الفقهاء من الادباء أو المتأدبين وأكثر الشعراء من المتفقهين، والمترجم له صاحبنا قد جمع بين هاتين الفضيلتين. ولا شك ان دراسته في النجف كان لها الاثر الكبير في نمو ملكته الادبية، وما انتقل إلى بغداد إلا وكان من أبرز أقطاب الحركة الادبية فيها، بل على يديه وعلى يدي نفر قلائل في بغداد والنجف والحلة بدأ ظهور الحركة الادبية القوية الناضجة في القرن الثاني عشر. ومنهم استمدت هذه الحركة واستمرت إلى ________________________________________