[ 464 ] وهذا من أعجب الاتفاقات في الاسلام (1). وأما (2) النجدة والشجاعة (3): فقد علم أصحاب الأخبار وحمال الآثار أنهم لم يسمعوا بمثل نجدة على بن أبى طالب وحمزة و [ لا بصبر ] جعفر الطيار (رضوان الله عليهم)، وليس في الارض قوم أثبت جنانا في الحرب (4) ولا أكثر قتيلا (5) تحت [ ظلال ] السيوف، [ ولا أجدر أن يقاتلوا وقد فرت الأخيار، وذهبت الصنايع، وخام ذو البصيرة، وجاد أهل النجدة من رجالات نبى هاشم، وهم كما قيل: وخام الكمى وطاح اللواء * ولا تأكل الحرب إلا سمينا (6). وكذلك قال دغفل (7) حين وصفهم: أنجاد أمجاد ذو وألسنة حداد ] (8). [ وكذلك ] قال على (كرم الله وجهه) حين سئل عن بنى هاشم وبني أمية: نحن أنجد وأمجد وأجود، وهم أنكر وأمكر وأغدر. وقال أيضا: والذي نفس على بن أبى طالب بيده لالف ضربة بالسيف أهون من ميتة على الفراش في غير طاعة الله تعالى (9). ________________________________________ (1) بدل " وولد كل واحد منهم - إلى - الاتفاقات في الاسلام " قال في كشف الغمة " ولو عزونا لكتابنا هذا ترتيبهم لذكرنا رجال على لصلبه، وولد الحسين وعلى بن الحسين ومحمد بن عبد الله بن جعفر ومحمد ابن على بن عبد الله بن العباس، إلا انا ذكرنا جملة من القول فيهم فاقتصرنا من الكثير على القليل. (2) في كشف الغمة: " فأما ". (3) لا يوجد في كشف الغمة: " الشجاعة ". (4) لا يوجد في كشف الغمة: " في الحرب ". (5) في كشف الغمة: " مقتولا ". (6) خام جبن، والكمى الشجاع، وطاح الشئ، ذهب وفنى. (7) وهو دغفل بن حنظلة النسابة، أحد نبى شيبان. (8) في الينابيع: " إلا بنى هاشم " بدل ما بين المعقوفين الذي أثبتناه من كشف الغمة. (9) لا يوجد في كشف الغمة: " وقال أيضا: والذي نفس... في غير طاعة الله تعالى ". (*) ________________________________________