[ 345 ] عليه وآله وسلم) إلى اختيار دار الارقم (1)، الواقعة على الصفا ليجعلها مركزا لدعوته، ومحلا لاجتماع أصحابه به، ثم الابتعاد عن أنظار المشركين في عبادتهم وشعائرهم، بدلا من الخروج إلى الشعاب من أجل الصلاة. فكانت هذه الدار هي مركز حركته ونشاطاته وبقى فيها شهرا (2) ولم يخرج منها حتى تكامل المسلمون أربعين رجلا كما قيل (3). وقيل: أكثر. وقيل: أقل. وحينئذ خرج (صلى الله عليه وآله وسلم) ليعلن دعوته، وليبدأ مرحلة جديدة هي أصعب مرحلة، وأخطرها، وأكثر عنفا، وأشد بلاء. هذا، ولكن بعض المحققين (4)، يحتمل أن يكون (صلى الله عليه وآله وسلم) قد دخل دار الارقم مرة أو مرات، ولكن يد السياسة قد طورت هذا الامر، لتكون دار الارقم في مقابل شعب أبي طالب، بل يدعون: أنها دعيت دار الاسلام (5). لكننا في المقابل لا نرى أن دار الارقم كانت لها هذه الاهمية، ولا هذا الدور، ولذلك تجد ابن اسحاق وهو من نعرف - لا يشير إلى دار الارقم لا من قريب ولا من بعيد - كما أن البلاذري يذكرها بصورة عابرة، دون أية أهمية. ________________________________________ (1) أسلم سابع سبعة، أو بعد عشرة كما في الاصابة ج 1 ص 28 والاستيعاب هامش الاصابة ج 1 ص 107. (2) وقيل: أربع سنين. راجع السيرة الحلبية ج 1 ص 283 والسيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 99. (3) الاصابة ج 1 ص 28 والسيرة الحلبية ج 1 ص 285 والسيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 99 والاستيعاب هامش الاصابة ج 1 ص 108. (4) هو العلامة السيد مهدي الروحاني حفظه الله. (5) التراتيب الادارية ج 1 ص 408. (*) ________________________________________