[ 344 ] والمؤثر في بقاء ذلك الهدف. دخول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دار الارقم: قال المؤرخون: ولما صار عدد المسلمين ثلاثين رجلا - كما قيل - وصار بعض المسلمين يخرجون إلى الشعاب والجبال خارج مكة لاداء الفرائض، وإقامة الشعائر، وصار بعض المشركين يترصدونهم، ويتعمدون إيذائهم، وحصلت صدامات فردية لهم معهم، ومنها أنه كما يقولون: خرج جماعة من المسلمين إلى شعاب مكة للصلاة، فظهر عليهم نفر من قريش كانوا يرصدونهم، ويتبعون آثارهم، وهم يصلون، فناكروهم، وعابوا عليهم ما يصنعون، حتى قاتلوهم، فضرب سعد ابن أبي وقاص - والعهدة على الراوي - يومئذ رجلا من المشركين بلحى بعير، فشجه، فكان أول دم اهريق في الاسلام (1). ولكن قد قال الزبير (أي إبن بكار): وطليب أول من دمى مشركا في الاسلام، بسبب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه سمع عوف بن صبرة السهمى يشتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأخذ له لحى جمل، فضربه فشجه الخ (2). ومرة أخرى تعقب مشركان مسلمين، خرجا للصلاة في أحد الشعاب، فباطشاهما (3). فهذه الحوادث الجزئية - على ما يظهر - قد دفعت بالنبي (صلى الله ________________________________________ (1) تاريخ الطبري ج 2 ص 62 وسيرة ابن هشام ج 1 ص 282، والبداية والنهاية ج 3 ص 37، والسيرة الحلبية ج 1 ص 283، والسيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 99. (2) الاصابة ج 2 ص 233. (3) أنساب الاشراف للبلاذري ج 1 ص 117. (*) ________________________________________