[ 339 ] تمسكوا بعصم الكوافر، بعد الهجرة بعدة سنين. ويمضي الاسكافي هنا فيقول: كيف استطاع أبو بكر أن يهيمن على سعد، والزبير، وطلحة، و عبد الرحمن وغيرهم وهم ليسوا من أترابه، ولا من جلسائه، ولا كان له معهم صداقة أو مودة، ولم يستطع أن يقنع عتبة وشيبة ابني ربيعة، وهما من جلسائه، بل واكبر منه سنا، ويأنسان إلى حديثه وطرائفه - كما يزعم أنصاره - ؟ ! وماله لم يدخل جبير بن مطعم في الاسلام، وهو الذي أدبه وعلمه، وعرفه أنساب العرب، وقريش وطرائفها وأخبارها كما يدعون ؟ !. وكيف لم يقبل منه عمر بن الخطاب الدخول في الاسلام في تلك الفترة، وكان صديقه وأقرب الناس شبها به، وبحالاته. ولئن رجعتم إلى الانصاف لتعلمن بأن اسلام هؤلاء لم يكن إلا بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى يديه (1). 4 - وأما ما تقدم نقله عن اسماء، فهو يقتضي أن تكون اسماء وأهل بيت أبي بكر أسبق الناس إلى الاسلام، وقد عد ابن هشام ممن اسلم في الفترة الاولى من الدعوة بحيث يعد من السابقين الاول اسماء وعائشة ابنتي أبي بكر (2)، وعند النووي وغيره: أن عائشة قد اسلمت بعد ثمانية عشر إنسانا وأختها أسماء أسلمت بعد سبعة عشر (3). ________________________________________ (1) شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 271 عن الاسكافي. ولا يرد على الاسكافي بأمراة نوح وولده، حيث لم يكونا مؤمنين، فإن الاسكافي يريد أن يقول: إن المستفاد من القرائن العامة هو أن أبا بكر لم يكن يملك المؤهلات والكفاءات التي تعطيه القدرة على أن يقنع أحدا بالدخول في الاسلام. (2) سيرة ابن هشام ج 1 ص 271. (3) تهذيب الاسماء واللغات ج 2 ص 329 و 351 عن ابن ابي خيثمة في تاريخه عن ابن اسحاق، والاصابة ج 4 ص 229 بالنسبة لاسماء فقط. (*) ________________________________________