[ 333 ] هدف الورعين من الجمع بين الروايات. ونستطيع أن نرجح: أن هدف أولئك الورعين من هذا الجمع بين الروايات هو إظهار: أن إسلام غير علي (ع) كان أفضل من إسلامه، لان إسلام ذلك الغير كان عن تدبر وتعقل، ونظر وتبصر. أما أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد كان إسلامه عن طيش وتقليد، كما هو شأن الصبيان كما ذكره الجاحظ (1). ولا نريد أن نفيض في الرد على هذه المزعمة، فإن إسلام علي (عليه السلام) كان عن تدبر وتعقل، وعن تفكير وتأمل وقد أسلم استنادا إلى فكره ورأيه، ولم يستشر حتى أباه رضوان الله تعالى عليه (2). وقد أجاب الاسكافي وإبن طاووس عن كلام الجاحظ بما فيه الكفاية، فليراجع (3). تنبيه وبالمناسبة فإن من الملاحظ: أن عمر بن الخطاب كان يعتبر البلوغ بالشبر، فمن بلغ ستة أشبار أجرى عليه الاحكام، ومن نقص عنها ولو أنملة تركه. وكذلك كان رأي إبن الزبير أيضا (4). وعلى ذلك جرى العباسيون من بعد، فقد أمر ابراهيم الامام ________________________________________ (1) راجع: العثمانية ص 6 و 7. (2) الفصول المختارة ص 227. (3) راجع شرح النهج للمعتزلي ج 13 حينما يورد كلام الاسكافي وراجع أيضا: بناء المقالة الفاطمية، الصفحات الاولى من الكتاب، والبحار ج 38 ص 286. (4) المصنف ج 10 ص 178 وعن خصوص عمر راجع: الغدير ج 6 ص 171 عن كنز العمال ج 3 ص 116 عن ابن أبي شيبة وعبد الرزاق، ومسدد، وابن المنذر في الاوسط. (*) ________________________________________