[ 327 ] وعدا عن قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): أنا الصديق الاكبر، أسلمت قبل أن يسلم أبو بكر (1). وعدا عن الرواية التي تقول: إن العباس قد أخبر عفيفا بأنه لم يسلم سوى خديجة وعلي، فلو أن عفيفا أسلم حينئذ كان في الاسلام ثانيا (2). ورابعا: إننا نقول: إن إسلام أبي بكر قد تأخر عن البعثة عدة سنوات ويدل على ذلك - ونحن نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم - الامور التالية: 1 - ما قالوه من أنه لما أسلم سماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صديقا (3) مع أن تسميته هذه - كما يدعون - إنما كانت بعد الاسراء حين صدقه أبو بكر وكذبته قريش (4). أو حين الهجرة في الغار (وكلاهما لا يصح أيضا كما سيأتي في حديث الغار إن شاء الله تعالى). وهم يدعون: أن الاسراء كان بعد البعثة بإثنتي عشرة سنة وإن كنا نحن نعتقد بخلاف ذلك. وأنه كان في السنة الثانية أو الثالثة، كما سيأتي في الفصل الاتي. 2 - يروي البعض: أنه أسلم وآمن بعد الاسراء والمعراج فسمي يومئذ ب‍ (الصديق) (5) مع قولهم: أن الاسراء والمعراج كان قبل الهجرة بقليل - كما سنرى - ________________________________________ (1) ستأتي مصادر ذلك في أواخر الجزء الثاني من هذا الكتاب. (2) راجع: لسان الميزان ج 1 ص 395 وغير ذلك. (3) السيرة الحلبية ج 1 ص 273، والسيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 8. (4) السيرة الحلبية ج 1 ص 273. (5) مجمع الزوائد ج 1 ص 76 عن الطبراني في الكبير. (*) ________________________________________