[ 449 ] شر العدو عنهم يوم الاحزاب، فيكون أفضل منهم، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " (1). وقال المظفر: "... فمنه حياة الاسلام والمسلمين، ولولا أن يكفيهم الله تعالى القتال بعلي لاندرست معالم الاسلام، لضعف المسلمين ذلك اليوم، وظهور الوهن عليهم إلخ... " (2). مفارقة في الموقف: وقد ذكرت إحدى الروايات: أن هند بنت عمرو بن حزام، حين قتل زوجها عمرو بن الجموح وأخوها عبد الله، وابنها في حرب أحد. قالت لعائشة: أما رسول الله (ص) فصالح، وكل مصيبة بعدة جلل. واتخذ الله من المؤمنين شهداء. " ورد الله الذين كفروا بغيظهم لما ينالوا خيرا. وكفى الله المؤمنين القتال. وكان الله قويا عزيزا ". قال المعتزلي: قلت: هكذا وردت الرواية. وعندي أنها لم تقل كل ذلك. ولعلها قالت: " ورد الله الذين كفروا بغيظهم " لا غير، وإلا فكيف يواطئ كلامها آية من كلام الله تعالى، أنزلت بعد الخندق. والخندق بعد أحد. هذا من البعيد جدا (3). ونقول: إننا نوافق المعتزلي على ما قاله. ولكننا نقول له: كيف صار ________________________________________ (1) احقاق الحق ج 3 ص 381. والاية في سورة النساء 95. (2) دلائل الصدق ج 2 ص 175. (3) شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي ج 14 ص 262. (*) ________________________________________