[ 439 ] " فدعا حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما وأرسله كما سيأتي، ولم يرسل الزبير (رض) مع سؤاله ذلك ثلاثا، لان له حدة وشدة، لا يملك معها نفسه أن يحدث بالقوم شيئا مما نهى عنه حذيفة فيما يأتي، فاختار ارسال حذيفة ذلك. هذا هو التحقيق عند ائمة السير. وهو أن المرسل إنما هو حذيفة (رص). ونسب الارسال إلى الزبير، وهو اشتباه. وإنما إرسال الزبير (رض) في كشف خبر بني قريظة لما نقصوا العهد " (1) انتهى. ونقول: قد تقدم: أن ارسال الزبير إلى بني قريظة لا يصح أيضا، فراجع. وأما أنه (ص) عدل عن الزبير إلى حذيفة لاجل حدة كانت في الزبير، فإنما هو على فرض تسليم أصل القصة. وهي مردودة جملة وتفصيلا، لان حذيفة يصرح بأنه (ص) ناداهم ثلاثا فلم يجب منهم أحد، وهذا يكذب أن يكون الزبير قد أجاب ثلاث مرات. حقيقة القضية: ونعتقد: أن ما يذكر للزبير هنا إنما هو من مجعولات محبيه، لينال وساما عن غير جدارة ولا استحقاق. أما حذيفة، فقد يكون النبي صلى الله عليه وآله أرسله لكشف خبر المشركين. فراقبهم عن بعد، أو عن قرب، وسمع بعض ________________________________________ (1) السيرة النبوية لدحلان ج 2 ص 10 والسيرة الحلبية ج 2 ص 328. (*) ________________________________________