[ 28 ] 5 - الانفة والعزة، والاعتداد بالنفس، والنزوع إلى الحرية، وقوة الارادة والفصاحة، وقوة البيان، والجوار. والكلام فيها لا يختلف كثيرا عما تقدم، فإن هذه الصفات لا تستحق مدحا أو ذما إلا بملاحظة الدوافع والاهداف التي تكون من أجلها، أو تستعمل فيها. ومنشأ هذه الصفات فيهم بالاضافة إلى ما تقدم، هو عدم تعرضهم للخضوع إلى سلطة مركزية، تحاول الهيمنة عليهم، وفرض النظام فيهم، ولو بالاذلال، والقهر، مما من شأنه أن يعطيهم حرية في التصرف، والحركة، والقول، وما إلى ذلك. 6 - وأخيرا، الوفاء بالعهد: وهو أمر حسن في نفسه ولا بأس به، إلا أن يكون عهدا مضرا بالمجتمع. وهذا الوفاء أيضا أمر قد فرضته عليهم طبيعة حياتهم التي أشرنا إليها آنفا. وأما حلف الفضول، الذي هو أشرف حلف في العرب، فمصدره في الحقيقة بنو هاشم، وكذا حلف عبد المطلب مع خزاعة، فلا يعبر ذلك عن خلقيات سائر العرب. وقد اتضح من كل ما تقدم: أن كل تلك الصفات ليست جديرة بأن تعتبر فضائل أخلاقية، وصفات إنسانية، إلا حينما كانت تصدر عن خلق فاضل، وإنسانية كريمة، أو عن تقوى وشعور ديني، وإلا فقد تكون على العكس من ذلك، إذا عبرت عما يناقض ذلك وينافيه. الاسلام وتلك الصفات: لقد حاول الاسلام أن يضع تلك الصفات في خطها الصحيح، وأن ________________________________________