[ 22 ] مبنية على الحدس والتخمين، متوارثة عن مشايخ الحي وعجائزه. وهذا هو رأي ابن خلدون أيضا، الذي كان يرى: أن علم الطب عندهم لا يتعدى معلومات أولية، وملاحظات بسيطة، لا تستحق أن تسمى علما، ولا شبه علم. ومثل هذا يقال عنهم في علم الانواء والسماء، فضلا عما يسمى بالقيافة، والعيافة. هذا عدا عن أن بعض هذه الامور، لا تستحق أن يطلق عليها إسم (علم). ويكفي أن نذكر هنا: أنهم كانوا أميين، لا يعرفون القراءة والكتابة أصلا، إلا من شذ منهم، حتى ليذكرون: انه (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل رسالة إلى قبيلة بكر بن وائل، فلم يجدوا قارئا لها في القبيلة كلها. وقرأها لهم رجل من بني ضبيعة فهم يسمون: بني الكاتب (1). ويروي البلاذري: أن الاسلام قد دخل، وفي قريش سبعة عشر رجلا فقط، وفي الاوس والخزرج في المدينة إثنا عشر رجلا يعرفون القراءة والكتابة (2). وقال ابن عبد ربه: (جاء الاسلام وليس أحد يكتب بالعربية غير سبعة عشر إنسانا). ثم عدهم فذكر عليا (عليه السلام) أولا (3). ________________________________________ (1) مجمع الزوائد ج 5 ص 305، وقال: إن رجاله رجال الصحيح، عن أحمد، والبزار، وأبي يعلى، والطبراني في الصغير، عن أنس، ومرثد بن ظبيان. وراجع: كشف الاستار، عن مسند البزار ج 2 ص 266. والمعجم الصغير ج 1 ص 111. (2) فتوح البلدان ط أوروبا ص 471 فما بعدها، وص 80 في القسم الثالث من الطبعة التي حققها صلاح الدين المنجد. وإن كنا نناقش في بعض من عدهم في من يكتب أو يقرأ كعمر بن الخطاب، الذي سيأتي في قضية إسلامه: أنه لم يكن يعرف حتى القراءة. (3) العقد الفريد: ج 4 ص 157. (*) ________________________________________