[ 21 ] ويقال: إن المغيرة بن شعبة قد قال ليزدجرد: (.. وأما ما ذكرت من سؤ الحال، فما كان أسوأ حالا منا، وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان، والحيات، ونرى ذلك طعامنا. أما المنازل فإنما هي ظهر الارض. ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الابل، وأشعار الغنم، ديننا أن يقتل بعضنا بعضا، وأن يبغى بعضنا على بعض، وان كان أحدنا ليدفن إبنته وهي حية، كراهية أن تأكل من طعامه) (1). ولابن العاص أيضا كلام يشير إلى بعض ذلك، فمن أراده فليراجعه في مصادره (2). علوم العرب: لقد أوضح لنا الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلماته المتقدمة حالة العرب، ومستواهم العلمي والثقافي، وأنهم كانوا يعيشون في ظلمات الجهل، والحيرة، والضياع. وهذا يكذب كل ما يدعيه الاخرون - كالالوسي وغيره - من أن العرب كانوا قد تميزوا ببعض العلوم، كعلم الطب، والانواء، والقيافة، والعيافة، والسماء، ونحو ذلك.. وقال بعضهم: (خصت العرب بخصال: بالكهانة، والقيافة، والعيافة والنجوم، والحساب) (3). فإن ما كان عندهم من ذلك هو مجرد ملاحظات بسيطة ساذجة، ________________________________________ (1) البداية والنهاية ج 7 ص 42 والطبري ج 3 ص 18. وحياة الصحابة ج 1 ص 220 ولكلامه هذا نص آخر ذكره في الاخبار الطوال ص 121. (2) مجمع الزوائد ج 8 ص 237، عن الطبراني وحياة الصحابة ج 3 ص 770 عن المجمع. (3) الموفقيات ص 362 / 363. (*) ________________________________________