[ 7 ] وله أن يرجع ذلك إلى أن هذا الكتاب قد أعد في فترات زمنية متباعدة، فرضها واقع الظروف التي تمنع الانسان من الاستفادة من عنصر الوقت على النحو الافضل والامثل. كما أنه لا يمكن استبعاد حالات النشاط والخمود الفكري التي تعتري الانسان تبعا لتفاوت حالات الهدؤ والاستقرار، الامر الذي يؤثر بشكل واضح على طبيعة ما يكتب، ويظهر فيه شيئا من التفاوت والاختلاف في مستوى التعرض لبحوثه وقضاياه. 4 - حيث إن التاريخ الاسلامي - كما سنرى - قد تعرض لمحاولات جادة للتلاعب فيه من قبل أصحاب الاهواء السياسية والمذهبية وغيرها، وتسربت إليه بعض الترهات والاباطيل من قبل أهل الكتاب وغيرهم، ثم حاولت الايدي الاثيمة والحاقدة أن تعبث به تحريفا، أو تزييفا، فقد أصبح البحث، والوصول إلى الحقائق فيه على درجة كبيرة من الصعوبة، إن لم يصل إلى حد التعذر أحيانا، فقد كان لا بد لنا من أخذ الامور التالية بنظر الاعتبار: أ: إن الاعتماد على نوع معين من المؤلفات والمؤلفين ربما يتسبب في حرمان القارئ من الاطلاع على نصوص تناثرت هنا وهناك، واستطاعت أن تخترق الحجب، وتقفز فوق الحواجز الثقيلة، وتصل الينا سليمة - إلى حد ما - من التحريف، حين لم ير فيها السياسيون المحترفون خطرا، ولا رأى فيها المتمذهبون المتعصبون ضررا، فتركها هؤلاء وأولئك، ليتلقفها عشاق الحقيقة القليلون جدا، بعيدا عن غوغائية المتعصبين، وفي مأمن ومنأى من جبروت وتعنت الاشرار المحترفين. ب: أننا رأينا - والحالة هذه - ان البحث في الاسانيد، والاعتماد عليها كمقياس ومعيار نهائي في الرد والقبول، إنما يعني: أن علينا أن نقتنع بنصوص قليلة جدا، لا تكاد تفي حتى بالتصور العام، وبالفهرسة ________________________________________