[ 379 ] ونحن نشك في صحة ذلك ونرجح ان يكون ابن وراحة هو المستخلف عليها كما ذكرته النصوص كثيرة اخرى إذ من البعيد ان يستخلف النبي (ص) رأس النفاق ذلك الرجل الذي كان يميل الى المشركين واليهود اكثر مما كان يميل الى المسلمين ولم تزل تظهر منه فلتات وكلمات خطيرة لو اردا النبي (ص) ان يجازيه عليها لم يكن جزاؤه أقل من القتل وإنما استخلف (ص) عليا (ع) في غزوة تبوك خوفا من تحرك المنافقين فيها كما سنرى إن شاء الله. إلا أن يقال: إن من الممكن أن يكون النبي (ص) يريد ان يتالفه بذلك كما كان يتالف غير باسناده بعض المهام إليهم. قوة الاسلام: قال الواقدي: (واقبل رجل من بني ضمرة يقال له: مخشي بن عمرو - وهو الذي خالف رسول الله (ص) على قومه حين غزا رسول الله (ص) ودان في المرة الاولى - فقام - والناس مجتمعون في سوقهم، وأصحاب رسول الله (ص) اكثر اخل ذلك الموسم - فقال: يا محمد قد اخبرنا: انه لم يبق منكم احد فما اعلمكم الا اهل الموسم ! فقال رسول الله (ص) ليرفع ذلك الى عدوه من قريش: ما أخرجنا الا موعد ابي سفيان وقتال عدونا وإن شئت مع ذلك - نبذنما اليك والى قومك العهد ثم جادلناكم قبل ان نبرح من منزلنا هذا فقال الضمري: بل نكف ايدينا عنكم ونتمسك بحلفك وسمع بذلك معبد بن ابي معبد الخزاعي فانطلق سريعا وكان مقيما ثمانية ايام وقد راى اهل الموسم وراى اصحاب رسول الله (ص) وسمع كلام مخشي فانطلق حتى قدم مكة فكان اول من قدم بخبر ________________________________________