[ 10 ] ودفع جبريل في صدره، فوقع على ظهره، ووقع السيف من يده، فأخذ النبي (ص) السيف، وقال له: من يمنعك مني ؟ قال: لاأحد، أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. فأعطاه (ص) سيفه، فرجع الى قومه، وجعل يدعوهم للاسلام. ونزلت هذه الاية: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم، إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم) (1) الاية. ولعل هذه هي نفس غزوة ذي القصة، التي يقال: انها في المحرم سنة 3 ه‍. كما يظهر من المقارنة بينهما. سرية القردة: وفي جمادى الاولى، في السنة الثالثة، كانت غزوة القردة، وكان أميرها زيد بن حارثة، في أول امارة له. وذلك: أن نعيم بن مسعود قدم المدينة مشركا، فشرب الخمر مع بعض أصحابه، وذلك قبل تحريم الخمر (مع أننا قد قلنا فيما سبق: أن الخمر كانت قد حرمت في مكة)، وأخبرهم بالعير (2). وذلك: أن قريشا قالت: (قد عور علينا محمد متجرنا، وهو على طريقنا). وقال أبو سفيان، وصفوان بن أمية: ان أقمنا بمكة أكلنا رؤوس ________________________________________ (1) سورة المائدة الاية رقم: 11، وراجع في قضية دعثور تاريخ الخميس ج 1 ص 415، والسيرة الحلبية ج 2 ص 213، والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج 2 ص 18، والمواهب اللدنية ج 1 ص 91، والبداية والنهالية ج 4 ص 2، والمغازي للواقدي ج 1 ص 195، ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج 3 ص 168 و 169. (2) البداية والنهاية ج 4 ص 5، والمغازي للواقدي ج 1 ص 198. (*) ________________________________________