[ 363 ] عن عمرو بن العاص حينما تكلم في المسجد كلاما قاسيا ضد الأنصار، لأجل محاولتهم البيعة لسعد بن عبادة، قال الزبير: " ثم التفت فرأى الفضل بن العباس بن عبد المطلب، وندم على قوله للخؤولة التي بين وبد عبد المطلب وبين الأنصار، ولأن الأنصار كانت تعظم عليا وتهتف بإسمه حينئذ ". ثم تذكر الرواية كيف أن عليا (ع) جاء إلى المسجد ودافع عن الأنصار، والقصة طويلة (1). والتزام الهاشميين ببرهم، تنفيذا لوصية النبي (ص) ثم قولهم يوم السقيفة - بعد أن فشلت محاولة البيعة لسعد بن عبادة -: " لا نبايع إلا عليا " (2). وعلي (ع) هو قاتل صناديد قريش، وجبابرتها كما هو معلوم. ربما يكون كل ذلك، ومعه عمق إيمانهم، والتزامهم القوي بالدين، والتفقه فيه حتى من نسائهم، هو السبب في ذلك. بقي أن نذكر: أن علم أصحاب رسول الله (ص) قد كان عند الأنصار، كما قالوا (3). وعن نساء الأنصار قالت عائشة: " إن لنساء قريش لفضلا، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، ولا أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور، وليضربن بخمرهن إلخ " (4). چ‍ ________________________________________ (1) الموفتيات ص 595 و 596 وشرح نهج البلاغة إلبن أبي الحديد ج 6 ص 33. (2) تاريخ ابن الأثير ج 2 ص 325. (3) التراتيب الادارية ج 2 ص 325. (4) الدر المنثور ج 5 ص 42 عن ابن أي حاتم، وأبي داود، وابن مردويه، وتفسير ابن كثير ج 3 ص 284 وراجع: مسند اي عوانة ج 1 ص 317 وحياة الصحابة ج 3 ص 87. (*) ________________________________________