[ 362 ] والترات، وإنما لأنهم نصروا الله ورسوله، ومحق الله الشرك، وذل المشركون بمساعدة منهم. بل إن بغضهم لهم إنما كان انطلاقا من بغضهم للاسلام. ولربما يكون هذا هو السر في تأكيدات النبي (ص) المتكررة على لزوم حب الأنصار، واحترامهم وتقديرهم. فنراه (ص) يعتبر حب الأنصار إيمانا وبغضهم نفاقا (1). وقال: من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم (2). وبذلك يكون قد حفظ لهم هذا الجهاد الخالص في سبيل الله، ودفاعهم عن هذا الدين، ولأنهم آووا ونصروا وبذلوا كل غال ونفيس، فجزاهم الله عن الاسلام وعن المسلمين خير جزاء وأوفاه. كما أننا يجب أن لا ننسى إلتزام الأنصار في الأكثر بخط أهل البيت (ع)، وتعظيمهم لحق أمير المؤمنين (ع) ونصرتهم له في الجمل وصفين والنهروان، على خلاف كثير من المهاجرين. ومما يدل على مكانة علي (ع) لدى الأنصار ما رواه الزبير بن بكار ________________________________________ (1) مسند أحمدج 5 ص 285 وج 6 ص 7 وج 4 ص 283 و 292 وج 3 ص 130 و 249 وراجع حول فضل الأنصار مسند احمدج 4 ص 70 وج 6 ص 382 ومسند أبي يعلى ج 7 ص 191 وه 28 و 286 ومنحة المعبود ج 2 ص 137 و 138 وصحيح مسلم ج 1 ص 60 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 140 و 57 و 58 وصحيح البخاري ج 2 ص 198 و 199 ومجمع الزوائد ج 10 ص 39 / 40. (2) راجع مجمع الزوائد ج 9 ص 376 عن الطبرافي في الصغير والكبير، والبداية والنهاية ج 3 ص 203، وفتح الباري ج 1 ص 59، 60 وليراجع باب حب الأنصار في مجمع الزوائد ج 10 ص 28 - 42 وسائر كتب الحديث فان كثيرا منها قد عقدت فصلا لفضائل الأنصار. (*) ________________________________________