[ 359 ] كان مع علي " عليه السلام " سبعمائة من المهاجرين والأنصار، وسبعون بدريا أو ثمانون، ومتعان من أهل بيعة الشجرة (1). ولكن أعداء علي ومزوري التاريخ قد بلنت بهم الوقاحة حدا - كما عن الشعبي -: أن قالوا: من زعم أنه شهد الجمل من أهل بدر إلا أربعة، فكذبه، كان علي وعمار في ناحية، وطلحة والزبير في ناحية (2). وقد ذكر الاسكافي: " أن معاوية وضع قوما من الصحابة، وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي (ع) تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم: أبو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير " (3). وقد استطاع معاوية أن يزين لأهل الشام أن عليا وأصحابه لا يصلون (4). وهكذا جرى أيضا للأنصار، قال الزبير بن بكار ما ملخصه: إن سليمان بن عبد الملك قدم حاجا، وهو ولي عهد، فمر بالمدينة، فأمر أبان بن عثمان أن يكتب له سيرة النبي (ص) ومغازيه، فقال له أبان: هي عندي، قد أخذتها مصححة ممن أثق به، فأمر بنسخها فنسخت له، فلما ________________________________________ (1) المعيار والموازنة ص 22. مستدرك الحاكم ج 3 ص 104 والغدير ج 10 ص 163 عن صفين و 268 و 266 وعن شرح النهج ج 1 ص 483 وجمهرة خطب العرب ج 1 ص 179 و 183. (2) راجع العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 328. (3) راجع شرح النهج للمعتزلي ج 4 ص 64. (4) الغدير ج 9 ص 122 عن صفين للمنقري ص 402 وعن تاريخ الطبري ج 6 ص 23 وعن شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 278 وعن الكامل في التاريخ ج 3 ص 135. (*) ________________________________________