[ 358 ] ز: تزوير التاريخ: " قال المدائني في خبره: وأخبرني ابن شهاب، قال: قال لي خالد بن عبد الله القسري: اكتب لي النسب، فبدأت بنسب مضر، وما أتممته فقال: اقطعه، اقطعه، قطعه الله مع أصولهم، واكتب لي السيرة. فقلت له: فإنه يمر بي الشئ من سير علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فأذكره ؟ فقال: لا، إلا أن تراه في قعر الجحيم، لعن الله خالدا ومن ولاه، وقبحهم، وصلوات الله على أمير المؤمنين " (1). وحينما وصل كتاب علي " عليه السلام "، الذي يذكر فيه ما له من مناقب وفضائل إلى معاوية، قال معاوية: " اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام، فيميلوا إلى ابن أبي طالب " (2). وقد كتب هشام بن عبد الملك إلى الأعمش يطلب منه أن يكتب له فضاثل عثمان، ومساوئ علي (ع) فرفض (3). ويقول الشعبي: " لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيدا، أو يملأوا لي بيتأ ذهبا، على أن أكذب لهم على علي رضوان الله عليه لفعلوا " (4). وقال أبو أحمد العسكري: " يقال: إن الأوزاعي لم يرو في الفضائل حديثا (أي غير حديث الكساء) والته أعلم، وكذلك الزهري لم يرو فيها إلا حديثا واحدا، كانا يخافان بني أمية " (5). وحسبك دليلا على تزوير التاريخ: أن المؤرخين يذكرون: أنه قد ________________________________________ (1) الأغاني ج 19 ص 59. (2) معجم الأدباء ج 5 ص 266. (3) راجع: شذرات الذهب ج 1 ص 221. (4) تاريخ واسط ص 173. (5) أسد الغابة ج 2 ص 20. (*) ________________________________________