[ 12 ] ابى بكر به، فاخبرهم ان يطلبونه صار معه هنا رجل آخر. واستمروا يقتفون الاثر حتى وصلوا إلى باب الغار، فصرفهم الله عنه، حيث كانت العنكبوت قد نسجت على باب الغار، وباضت في مدخله حمامة وحشية، كما يذكرون، وغير ذلك فاستدلوا من ذلك على أن الغار مهجور، لم يدخله أحد، وإلا لتخرق النسج، وتكسر البيض، ولم تستقر الحمامة الوحشية على بابه (1). ا لراحلتان بالثمن: وأمهل امير المؤمنين (عليه السلام ! إلى الليلة القادمة، فانطلق تحت جنح الظلام، هو وهند بن أبي هالة، حتى دخلا الغار على رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ". فامر الرسول هندا أن يبتاع له ولصاحبه بعيرين. فقال أبو بكر: قد كنت أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين ترتحلهما إلى يثرب. فقال: إني لا آخذهما، ولا أحدهما إلا بالثمن. قال: فهي لك بذلك. فأمر عليا " عليه السلام " فأقبضه الثمن (2). أداء الامانات: ثم اوصاه بحفظ ذمته، وأداء أماناته، وكانت قريش، ومن يقدم مكة ________________________________________ (1) تاريخ الخميس ج 1 ص 328 والسيرة الحلبية ج 2 ص 37 والبداية والنهاية ج 3 ص 181 / 182. (2) البحارج 19 ص 62 وامالي الطوسي ج 2 ص 83 وعدم قبوله " صلى الله عليه وآله وسلم " الراحلتين من ابي بكر إلا بالثمن لا يكاد يخلو منه كتاب يؤرخ للسيرة النبوية الشريفة وراجع وفاء الوفاء ج 1 ص 237. (*) ________________________________________