[ 21 ] قالوا: نعم. فجاؤوا إلى خالد بن يزيد بن معاوية، وهو غلام حدث السن، فقيل له: ارفع رأسك لهذا الامر، فقال: أستخير الله وأنظر، فرأى القوم أنه ذو ورع عن القيام في ذلك، فخرجوا فأتوا عمرو بن سعيد، فقالوا له: يا أبا أمية، ارفع رأسك لهذا الامر، فجعل يشير يقول: والله لافعلن لافعلن، فلما خرجوا من عنده قالوا: هذا حديث علج. فأتوا مروان بن الحكم، فإذا عنده مصباح، وإذا هم يسمعون صوته بالقرآن، فاستأذنوا ودخلوا عليه، فقالوا له: يا أبا عبد الملك، ارفع رأسك لهذا الامر، فقال: استخيروا الله واسألوه أن يختار لامة محمد خيرها وأعدلها ما شاء الله. بيعة أهل الشام مروان بن الحكم قال: وذكروا أن روح بن زنباع قال لمروان بن الحكم: إن معى أربع مائة ________________________________________ = عليها، عاملا دعم موقف وسياسة ابن الزبير الذي خرج منتصرا من هزيمة عسكرية محققة وامتد نفوذه وانتشر. وجاء الاختفاء الغامض لمعاوية بن يزيد أزمة الاسرة الاموية خطورة ويفتح الصراعات بين الاجنحة الممثلة للسلطة الاموية على مختلف الاتجاهات ويضع الجميع على مفترق مصيري، حيث الفراغ في السلطة المركزية يقابله تمدد لنفوذ وسلطة ابن الزبير. فبرز اتجاهان تجاذبا الصراع على نفوذ بعدما تمزقت الجبهة الاموية نتيجة الصراعات القديمة الجديدة بين الاجنحة القبلية التي كانت تقوم عليها السلطة المركزية الاموية السفيانية، وتجلى هذا الصراع بين أجنحة ثلاثة كل منها يعمل لايصال مرشحه للخلافة: - جناح خالد بن يزيد بن معاوية ممثل الشرعية السفيانية. - جناح مروان بن الحكم، شيخ بني العاص، والذي طرح مرشحه كمرشح تسوية أو إجماع. - جناح عمرو بن سعيد الاشدق وكان الاضعف في مواجهة التيارين الآخرين. كان هذا الصراع بين أجنحة الاتجاه اليمني - الكلبي. وأما الاتجاه القيسي وبعد أن رأى تماسك الاتجاه الاول وحرصه على المحافظة على المعادلة التقليدية في الشام، تطلع إلى ابن الزبير وتحالف معه. وفي الاجتماع اليمني الذي عقد في الجابية جرت التسويه بين أجنحة هذا الاتجاه الثلاثة فطرح مروان كمرشح تسوية على أن يكون خالد بن يزيد وليا للعهد فضلا عن تعيينه أميرا على حمص، وأعطيت للقطب الثالث عمرو بن سعيد ولاية عهد خالد وأمارة دمشق (انظر تفاصيل وافية أوردها د. ابراهيم بيضون في كتابه تكون الاتجاهات السياسية في الاسلام الاول ص 211 وما بعدما، ومروج الذهب 3 / 103). واشترط حسان بن بحدل - وكان رئيس قحطان وسيدها بالشام - ما كان لهم من الشروط على معاوية وابنه يزيد وابنه معاوية منها: أن يفرض لهم لالفي رجل ألفين ألفين، وإن مات قام ابنه أو ابن عمه مكانه وعلى أن يكون لهم الامر والنهي، وصدر المجلس، وكل ما كان من حل وعقد فعن رأي منهم ومشورة. فأجابه مروان إلى ما سأل. (مروج الذهب 3 / 104). (*) ________________________________________