[ 24 ] له، والمراجع له لا يشك في اتحاده مع إعلام الورى (1). نعم فان للسيد ابن طاووس اسلوبا معلوما ومنهجا واضحا في كتبه ومؤلفاته تجعل من نسبة هذا الكتاب إليه غريبة وشاذة، بل وغير معهودة لما عرف عنه، وتعاهد عليه الجميع. ثم ان من تعرض لجرد مؤلفاته وكتبه رحمه الله لم يذهب إلى نسبة هذا الكتاب إليه، وكذا معظم من ترجم له، إلا في حالات متشككة ومترددة، وفي هذا الأمر ما يضعف أيضا نسبة الكتاب إليه. بل ولعل مما يقطع بانتفاء هذه النسبة من جانب، وكون النسختين لكتابين مستقلين من جانب آخر، مسألة التطابق بين النسختين بالشكل الذي يدفع القارئ للقول بان ما يقرأه كتاب واحد فحسب، حيث لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يتفق مؤلفان في كتابين مستقلين على جميع مواد كتابيهما، وتفاصيل بحوثهما وأخبارهما الا إذا عمد اللاحق إلى استنساخ ما كتبه السابق ثم قيامه بنسبة ما استنسخه إليه، وهذا الفعل السئ لا يمكن بأي حال من الاحوال نسبته للسيد ابن طاووس رحمه الله لانه محض وهم وافتراء لا يليق توجيهه لعلم من أعلام الطائفة الكبار له الكثير من المؤلفات القيمة التي كانت وما زالت تزدان بها المكتبة الاسلامية العامرة، فهذا الأمر مستحيل الوقوع، ومردود الافتراض (2). ومن هنا فقد كان لهذا التطابق الغريب بين هاتين النسختين الاثر ________________________________________ (1) الذريعة 2: 241. (2) ان المنطق والبديهية ترفض وقوع مثل هذا الامر، كما ان أي افتراض اخر يذهب إلى اثنينية هذا الكتاب باطل قطعا، لا سيما وان الطبرسي وابن طاووس من أعلام الطائفة وجها بذتها، ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يقع فيما بينهما هذا التداخل المردود، فلاحظ وتأمل. (*) ________________________________________