[ 11 ] مدخلا كبيرا للايذان بفتح الأبواب مشرعة أمام قيام المدارس التي تنتهج المبدأ السائد والمعروف في كتابة التأريخ بالشكل الذي جعله معرضا للأخذ والرد والنقاش، ولم يوفق بالتالي في اداء المهمة المقدسة المتعلقة به، والمناطة بكتابه. ولا مناص من القول بان هذا المنهج - القائل بأن استمرار الحكم = ________________________________________ ، والحقائق الدالة على حقيقة هذا التوجه الخبيث الرامي الى دفع حالة الاستقطاب الكبرى لأهل البيت عليهم السلام بواسطة سياسة حرف أنظار التأريخ وعيونه عن اعمادهم كمراكز وأقطاب مقدسة - يدرس التأريخ وتقام صروحه من خلال افاقها الواسعة، ومعطياتها الكبرى التي أقامها لهم الشارع المقدس - والمرتكزة في أوضح أبوابها على اسلوب الارهاب والقتل والتشريد، وذلك ليس بخاف على أحد. نعم، فإذا كان مصير حجر بن عدي وأصحابه، ورشيد الهجري، و عبد الله بن يقطر، وميثم التمار - الذي أظهر اسلوب قتله حقيقة السياسة الاموية التي أشرنا إليها بأوضح صورها، وحيث صلب على نخلة، ثم الجم لما لم يكف عن التحدث عن فضل أهل البيت عليهم السلام ومنزلتهم العظيمة، وما يعنيه هذا من تركيز حاد لعيون التأريخ عليهم، وبالتالي ابتناء المنهج الذي تخشاه الدولة الاموية، ومن تبعهم من العباسيين ومن لف لفهم - وغيرهم القتل الذريع بايدي أزلام الدولة الاموية، ومنفذي سياستها الوسخة، فان زعيم هذه الدولة الفاسدة كان قد أقام لاتباعه أسس هذا النظام ومناهجه من خلال ما عممه في كتابه الشهير الى عماله والذي ينص علن أن: برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته. قال ابن ابى الحديد المعتزلي بعد اشارته إلى هذا الكتاب: فقامت الخطباء في كل كورة، وعلى كل منبر يلعنون عليا ! ! ويبرءون منه ! ! ويقعون فيه وفي أهل بيته... ! ! وأضاف: وكتب معاوية الى عماله أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة. وأن من قامت عليه البينة أنه يحب عليا فان اسمه يمحى من الديوان، ويسقط عطاؤه ورزقه، وأما من يتهم بمولاة أهل هذا البيت فانه ينكل به، وتهدم داره... وللقارئ الكريم أن يتأمل في ما تعنيه سياسة تكميم الأفواه هذه، و، ما تشكله من خطورة في حرف التأريخ، وصرفه عن الحقائق الكبرى. (*) ________________________________________