[ 10 ] ادماجها في حديث واحد، حيث فتح الباب على مصراعيه لتسرب الأخبار التي يدسها غير الموثوق بهم من المحدثين. ومحمد بن اسحاق بن يسار المتوفى عام 151 ه (1)، وغيرهم (2). نعم، ان هذه البدايات المبكرة في تركيز مبدأ الاعراض عن الحقائق الثابتة والكبرى التي أوصى بها المشرع المقدس، والتعامل معها تعاملا يتراوح بين الإعراض تارة، والتعامل المشوب بالحذر والتوجس من الموقف السلطوي والعام المتأثر به تارة أخرى (3)، كونت بالتالي = ________________________________________ هذا كان متهما باعتماد سياسة اللين والرفق مع الشيعة، وبسب ذلك عزل عن ولاية العراق، وولي بدلا عنه يوسف الثقفي المعروف بحقده وبغضه وعدائه لهم، فيا ترى ما عمد إليه الاخرون المتفانون في خدمة الدولة الاموية وحكامها وسياساتها المعارضة لاهل البيت عليهم السلام ومنها تحريف الحقائق، ودس ما يوافق المنهج المخالف لارادة السماء ومشيئتها المقدسة ؟ ! (1) رغم ان ابن اسحاق عمد في كتابه هذا إلى التوسع والتفصيل خلافا عما كان عليه السابقون من اعتماد تأريخ النبي صلى الله عليه واله وسلم فحسب، بل تجاوز ذلك إلى تدوين تأريخ النبوة أيضا، وما يتصل بها، وحتى وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، ثم انه عمدايضا إلى التعرض بشكل واضح وبين إلى سيرة الامام علي عليه السلام، إلا انه تعرض أولا للاتهام بكونه شيعيا، ومن ثم تعرض مؤلفه هذا للضياع، ثم ظهوره بعدء ذلك بشكل مختصر ومشوه قام بجمعه عبد الملك بن هشام المتوفى 218 د، فكان بالتالي موافقا للمنهج الذي أشرنا إليه انفا. (2) ليس ثمة شك بان هناك البعض ممن حاول أن يكتب ولو بعض ما يصح لديه من السيرة النبوية وما يتصل بها، إلا ان ذلك لم يكن بالقدر المؤثر في وقف التيار العام المندفع بقوة والذي تسيره سياط الحكام وأكياس دارهمهم، فبقي أثرهم محدودا، وكتاباتهم متعثرة، لاسيما والتلويح بتهمة التشيع وما يترتب عليها كانت تقف أمامهم بالمرصاد، كحال أبي معشر وابن سعيد الاموي وغيرهما. (3) من يتأمل المنهج الذي سارت عليه الدولة الاموية - منذ نزو معاوية بن هند على سدة الحكم وحتى طيلة تلاحق سلسلة الحكام الامويين - يجد الكثير من الشواهد (*) = ________________________________________