[ 60 ] اقتبس منه وعمل بما فيه في دهرنا هذا وفي غابره إلى انقضاء الدنيا إذ الرب جل وعز واحد والرسول محمد خاتم النبيين - صلوات الله وسلامه عليه وآله - واحد والشريعة واحدة وحلال محمد حلال وحرامه حرام إلى يوم القيامة. ووسعنا قليلا كتاب الحجة وإن لم نكمله على استحقاقه لأنا كرهنا أن نبخس حظوظه كلها وأرجو أن يسهل الله جل وعز إمضاء ما قدمنا من النية إن تأخر الأجل صنعنا كتابا أوسع وأكمل منه نوفيه حقوقه كلها إن شاء الله تعالى وبه الحول والقوة وإليه الرغبة في الزيادة في المعونة والتوفيق. والصلاة على سيدنا محمد النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين الأخيار. وأول ما أبدأ به وأفتتح به كتابي هذا كتاب العقل وفضائل العلم وأرتفاع درجة أهله وعلو قدرهم ونقص الجهل وخساسة أهله وسقوط منزلتهم، إذ كان العقل هو القطب الذي عليه المدار، وبه يحتج وله الثواب وعليه العقاب والله الموفق ". * الشرح: (فاعلم يا أخي أرشدك الله أنه لا يسع أحدا تمييز شئ) أي لا يجوز من وسعه الشئ إذا جاز له أن يفعله ولم يضق عنه (مما اختلفت الرواية فيه عن العلماء (عليهم السلام)) " فيه " متعلق بالاختلاف، " وعن " بالرواية، والمراد بالاختلاف ما ذكرنا من الاختلاف التام الذي يوجب عليه العمل ببعضها طرح البواقي، وحمله على مطلق الاختلاف بين الروايات التي يصلح أن يكون بعضها مفسرا لبعض بعيد جدا (برأيه) متعلق بالتمييز أي لا يجوز التمييز بما يقتضيه رأيه بنحو من أنحاء الاستحسان لأن دين الله لا يدرك بالرأي والقياس (الا على ما أطلقه العالم) أي أحله وجوزه من الطلق بالكسر وهو الحلال (بقوله (عليه السلام) اعرضوها) أي الروايات المختلفة (على كتاب الله عز وجل فما وافق كتاب الله جل وعز فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه) لأن كل حكم من الأحكام وكل حق من الحقوق موجود في الكتاب كما قال سبحانه * (ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) * (1) فما لم يوجد فيه ليس بحكم ولا حق وكل ما ليس بحكم ولا حق فهو مردود. (وقوله (عليه السلام) دعوا) من الروايات المختلفة بعد موافقة الجميع كتاب الله (ما وافق القوم) يعني العامة فان الرشد أي الهداية إلى الحق (في خلافهم) لأنهم سالكون مسالك الطبايع راغبون عن مراشد الشرايع غالبا وهذه قرينة واضحة على أن الحق في خلافهم (وقوله (عليه السلام) خذوا) من الروايات المختلفة (بالمجمع عليه) عند العصابة المحقة (فان المجمع عليه) عندهم (لا ريب فيه) ________________________________________ 1 - قوله * (في كتاب مبين) * ليس المراد بكتاب مبين هنا القرآن لكن ورد هذا المضمون في آي كثيرة مثل * (تبيانا لكل شئ) * * (ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ) * إلى غير ذلك. (ش) (*) ________________________________________