[ 423 ] بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي. * الشرح: قوله (قال الله تبارك وتعالى من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي) المراد بالولي المحب وهو الذي ولي حقوقه سبحانه بنفسه ومهجته ظاهرا، وصرف وجه قلبه وفؤاده إليه باطنا فهو في كنفه وحماه، منقطع إليه عما سواه، محفوف بالكرامة في منقلبه ومثواه، أي من استحقر واستخف وليا لي وأعرض عنه ومنع حقه وترك توقيره وتعظيمه فقد هيأ نفسه لمحاربتي وذلك لأنه تعرض لحرمة الله واستهان بكرامته ورام خفر ذمته وعرض نفسه للهلاك في الدارين بترك متابعته وإنما سماه محاربا لأن المحاربة هي سلب الأموال والأنفس فكأن هذا المهين لولي الله عز وجل يريد أن يسلب من والي ما أنعم الله عليه من كرامته وأن يضع ما رفع من مرتبته وهو مشغول بمولاه عن نصرة نفسه، والله تعالى يغار عليه كما غار وليه أن يذهب وقتا من أوقاته مع غيره، وقد روي " أن الله تعالى ينتقم لأوليائه ممن عاداهم وقصدهم، ومن حارب الله حربه وحطمه ومن خاصمه خصمه وقصمه " ومن فوائد هذا الكلام التحذير التام لأذى واحد من المؤمنين صغيرا وكبيرا خشية أن يكون ذلك الولي فيهلك مؤذيه ويتعرض لسخط ربه. يدل عليه أيضا ما رواه الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " إن الله أخفى وليه في عباده فلا تستصغروا شيئا من عباده فربما يكون وليه وأنت لا تعلم " ومنها التنبيه على إكرام من أقبل على الله من أهل ولايته، ومنها الترغيب في سلوك طريق ولي الله ومتابعته. 4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن محمد بن أبي حمزة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من حقر مؤمنا مسكينا أو غير مسكين لم يزل الله عز وجل حاقرا له ماقتا حتى يرجع عن محقرته إياه. * الشرح: قوله (من حقر مؤمنا مسكينا أو غير مسكين) أظهر تحقيره أو لم يظهره والاظهار إما بقول كرهه أو بالاستهزاء به أو بضربه أو شتمه أو بفعل يستلزم إهانته أو بترك قول أو ترك فعل يستلزمها وأمثال ذلك. 5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك وتعالى يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد ________________________________________