[ 409 ] باب ذي اللسانين 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عون القلانسي عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار. * الشرح: قوله (قال من لقى المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار) قال الشهيد الثاني: كونه ذا اللسانين وذا الوجهين من الكبائر للتوعد عليه بخصوصه، ويتحقق هذا الوصف بأمور: منها أن يتردد بين اثنين سيما المتعاديين ويكلم كل واحد منهما بكلام يوافقه وذلك عين النفاق، ومنها أن ينقل كلام كل واحد إلى الآخر وهو مع ذلك نميمة وزيادة فإن النميمة تتحقق بالنقل من أحد الجانبين فقط وهو من شر خلق الله كما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) " تجدون من شر عباد الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء وهؤلاء بحديث هؤلاء ". وفي حديث آخر " الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه " ومنها أن يحسن لكل واحد منهما ما هو عليه من المعاداة مع صاحبه وإن لم ينقل بينهما كلاما، ومنها أن يعد كل واحد منهما بأن ينصره ويساعده، ومنها أن يثني على كل واحد منهما في معاداته وأولى منه أن يثني عليه في وجهه وإذا خرج من عنده ذمه والذي ينبغي أن يسكت أو يثني على المحق منهما في حضوره وغيبته وبين يدي عدوه، ومنها أن يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله كما سيجئ من الرواية عن أبي جعفر (عليه السلام) ويوافقه ما روي عنه (عليه السلام) أيضا قال: " بئس العبد همزة لمزة يقبل بوجه ويدبر بآخر " واختلاف اللسانين مع أعداء الدين والأمراء الظالمين والدخول عليهم إن كان لضرورة أو دفع مضرة أو تقية فجائر بقدر الحاجة، وإن كان لحب الجاه والمال أو لغيرهما فهو ذو لسانين منافق تحت الوعيد. 2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي شيبة، عن الزهري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين: يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا، إن اعطي حسده وإن ابتلي خذله. 3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن عبد الرحمن بن حماد رفعه قال: قال الله تبارك وتعالى لعيسى بن مريم (عليه السلام): يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية لسانا واحدا وكذلك ________________________________________