[ 306 ] عن شبهات الأوهام والخالي عن بليات الأسقام فإنه ميزان يوزن به مكائيل الأقوال فيميز بين الراجح والناقص وبين الصادق والكاذب فيصدق الصادق توقعا لنظام حاله ويكذب الكاذب تحرزا عن وخامة مآله ثم كون العقل حجة ليس مختصا بهذا اليوم ولا بهذه الامة ولا دلالة في الجواب على ذلك، وإنما المقصود منه هو التنبيه على أن العقل حجة الله على عباده وعلى كمال تفطن العقلاء ولطافة قرايحهم حتى تمكنوا على تحصيل الايمان بالله واليوم الآخر وبالصادق الأمين من غير مشاهدة معجزات وملاحظة كرامات، بل لا يبعد القول بأن تأثير العقل بالاذعان أقوى وأشد من تأثير المعجزات فيه لأن تأثيره يوجب انقياد القلب وانشراح الصدر وانكشاف البصيرة بخلاف تأثيرها فانه يوجب الانقياد فقط من غير تثبت ورسوخ ولذلك كثير ممن آمن بنبينا (صلى الله عليه وآله) بمشاهدة الآيات والمعجزات ارتدوا بعده كثير ممن آمن بموسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام بمشاهدة معجزاته طلبوا منه بعد الخروج من البحر أن يجعل لهم أصناما آلهة وعبدوا عجلا جسدا له خوار، كل ذلك لضعف عقولهم وقلة بصيرتهم وعدم تثبتهم ورسوخهم في الايمان وأما المؤمن نور العقل والمذعن بمقتضاه فهو أثبت من الجبال الرواسي. ومن ههنا يظهر التفاوت بين الحجتين والبون بينهما بعد المشرقين. * الأصل: 21 - " الحسين بمحمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن المثنى الحناط عن قتيبة الأعشى، عن ابن أبي يعفور، عن مولى لبني شيبان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم ". * الشرح: (الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد) مضطرب الحديث والمذهب (عن الوشاء) الحسن بن علي ابن زياد الوشاء من أصحاب الرضا (عليه السلام) وكان من وجوه هذه الطايفة (عن المثنى الحناط) الظاهر أنه ابن الوليد وله كتاب (عن قتيبة الأعشى) بن محمد المؤدب ثقة (عن ابن أبي يعفور) اسمه عبد الله ثقة جليل في أصحابنا (عن مولى لبني هاشم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قام) أي خرج بعد الغيبة المقدرة وظهر لاظهار دين الحق وإعلاء كلمته (قائمنا) المهدي المنتظر الموعود بالنصر والظفر وهذا القيام كاين قطعا لروايات متواترة من طريق العامة والخاصة إلا أن العامة يقولون: إنه يولد في آخر الزمان من نسل علي وفاطمة وجده الحسين (عليه السلام) كما صرح به الآبي في كتاب إكمال الكمال ونحن نقول: هي حي موجود قامت السموات بوجوده ولولا وجوده لساخت الأرض بأهلها طرفة عين (وضع الله يده) أي قدرته أو شفقته أو نعمته أو إحسانه أو ولايته أو حفظه، والضمير عايد إلى الله ________________________________________