[ 10 ] 7 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني. وهي رحم آل محمد وهو قول الله عز وجل: * (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) * (1) ورحم كل ذي رحم. * الشرح: قوله (إن الرحم معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني) فيه إخبار عن تأكد صلة الرحم وأنه سبحانه نزلها منزلة من استجار به فأجاره وجار الله غير مخذول، والقول محمول على الظاهر إذ لا يبعد من قدرة الله أن يجعلها ناطقة كما ورد أمثال ذلك في بعض الأعمال أنه يقول أنا عملك، والمراد بصلة الله تعالى من وصلها رحمته لهم وعطفه بنعمته عليهم أو صلته لهم بأهل ملكوته والرفيق الأعلى، أو قربه منهم وشرح صدورهم لمعرفته، أو جميع أنواع الإكرام والإفضال فإن صلة الرحم تجلب خير الدنيا والآخرة، وقيل: المشهور من تفاسير الرحم أنها قرابة الرجل من جهة طرفيه وهي أمر معنوي والمعاني لا تتكلم ولا تقوم فكلام الرحم وقيامها وقطعها ووصلها استعارة لتعظيم حقها وصلة واصلها وإثم قاطعها ولذلك سمى قطعها عقوقا، وأصل العق الشق فكأنه قطع ذلك السبب الذي يصلهم، وقيل يحتمل أن الذي تعلق بالعرش ملك من ملائكة الله وتكلم بذلك عنها من أمر الله سبحانه فأقام الله ذلك الملك يناضل عنها ويكتب ثواب واصلها واثم قاطعها وكل الحفظة يكتب الأعمال، وفيه: أن جميع ذلك خلاف الظاهر، والحمل على الظاهر غير بعيد بالنظر إلى القدرة القاهرة وأراد بقوله (وهي رحم آل محمد) أن رحمهم (عليهم السلام) متصلة بجميع الأمة لا بالاتصال النسبي بل بالاتصال المعنوي وقرابة أولي النعمة والإيمان، وبالجملة كونهم (عليهم السلام) أصلا للايمان صار ذلك باعثا لقرابة المؤمنين معهم كما أن أصل الدين سبب لأخوة المؤمنين، فالمراد برحمهم (عليهم السلام) رحم الايمان، فالرحم رحمان: خاصة وهي رحم قرابة وعامة وهي رحم الايمان، والظاهر أن قوله تعالى: * (أن يوصل) * بدل من ضمير " به " وأن قوله (عليه السلام) (ورحم كل ذي رحم) عطف على رحم آل محمد للدلالة على التعميم. 8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أول ناطق من الجوارح يوم القيامة تقول: يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك وبينه ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه. ________________________________________ 1 - الرعد: 21. (*) ________________________________________