[ 398 ] * الأصل 3 - النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أللهم ارزق محمدا وآل محمد ومن أحب محمدا وآل محمد العفاف والكفاف، وارزق من أبغض محمدا وآل محمد المال والولد. * الشرح قوله (قال رسول الله اللهم ارزق محمدا وآل محمد.... العفاف والكفاف) العفاف بالفتح عفة البطن والفرج عن الطغيان، أو العفة من السؤال عن الإنسان، أو الجميع (وأرزق من أبغض محمدا وآل محمد المال والولد) لما كان شئ من المال ضروريا في البقاء والعبادة وهو الكفاف الواقع بين الطرفين طرف الفقر الذي فيه رائحة الكفر والعصيان، وطرف الغني الذي فيه شائبة التكبر والطغيان طلبه لنفسهخ ولمحبيه وطلب لمن أبغضهم طرف الغني والكثرة لأن مفاسده أكثر وأعظم وفتنته أشد وأفخم من مفاسد الفقر وفتنته كما قال عز وجل * (إنما أمواكم وأولادكم فتنة " وقال: * (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى " وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) " المال مادة الشهوات " وبالجملة لما كان حصول الكفاف مانعا من دواعى طرفي التفريط والإفراط وكان العبد معه مستقيم الأحوال على سواء الصراط طلبه لنفسه ولمحبيته ومضمون الحديث متفق عليه بين الخاصة والعامة. ففي مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال " اللهم اجعل رزق محمد قوتا " والمراد بالقوت الكفاف وعنه أيضا " اللهم اجعل رزق محمد كفافا " وعنه أيضا " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا " قال عياض لا خلاف في فضلة ذلك لقلة الحساب عليه فإنما اختلف أيهما أفضل: الفقر أو الغنى، واحتج كل لمذهبه، واحتج من فضل الفقر بدخول الفقراء الجنة قبل الأغنياء، وقال القرطبي القوت ما يقوت الابدان ويكف عن الحاجة هذا الحديث متوسطة بين الفقر والغنى، وخير الامور أوسطها، أيضا فإنه حالة يسلم معها من آفات الفقر وآفات الغنى، قال الابي في كتاب إكمال الاكما: في المسلئة خلاف والمتحصل فيها أربعة أقوال قيل الغنى أفضل، وقيل الفقر والفقر أفضل من الكفاف وأطال الاحتجا عليه في جامع المقدمات والمراد بالرزق المذكور ما ينتفع به (صلى الله عليه وآله وسلم) في نفسه وفي أهل بيته وليس المراد به الكسب لأنه كسب من خيبر ومن غيرها فوق القوت انتهى كلامه. وأعلم أن الأحاديث مختلفة ففي بعضها طلب الغنى واليسار، وفي بعضها طلب الكفاف، وفي بعضها طلب الفقر، وفي بعضها الإستعاذة من الفقر ويمكن أن يقال المراد بطلب الغنى طلب الكفاف لأن الكفاف هو الغنى المطلوب عند أهل العصمة (عليهم السلام) وليس المراد به ما هو المتعارف عند أبناء الدنيا من جمع المال وادخاره والاتساع فيه فوق الحاجة، وبالاستعاذة من الفقر الإستعاذة مما دون الكفاف وهو الفقر ________________________________________