[ 332 ] (باب الرفق) * الأصل 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن ذكره، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن لكل شئ قفلا وقفل الإيمان الرفق. * الشرح قوله (إن لكل شئ قفلا) أي حافظا له مانعا من ورود أمر فاسد عليه وخروج أمر صالح عنه من باب الإستعارة وتشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الإيضاح. (قفل الإيمان الرفق) وهو لين الجانب والرأفة وترك العنف والجفاوة في الأفعال والأقوال على الخلق في جميع الاحوال سواء صدر منهم بالنسبة إليه خلاف الاداب أو لم يصدر وفيه تشبيه الإيمان بالجوهر والقلب بخزانته والرفق بالقفل لأنه يحفظه عن زواله منه وخروجه عنه وطريان مفاسده عليه. * الأصل 2 - وبإسناده قال، قال أبو جعفر (عليه السلام): من قسم له الرفق قسم له الإيمان. 3 - علي بن إبراهيم، عنه أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن يحيى الأزرق، عن حماد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم ومضادتهم لهواهم وقلوبهم، ومن رفقه بهم أنه يدعهم على الأمر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقي عليهم عرى الإيمان ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا فإذا أراد ذلك نسخ الأمر بالآخر فصار منسوخا. * الشرح قوله (إن الله تعالى رفيق يحب الرفق) (1) ________________________________________ 1 - قوله " إن الله تعالى رفيق يحب الرفق " يدل على أن ملاك حسن الأخلاق وفضائل الملكات وجود مثلها أو ما يناسبها في صفات الله تعالى مثلا الله كريم يحب الكرم فالكرم من الملكات الفاضلة وحليم يجب الحلم، والجود حسن لأن الله جواد والسخاء حسنة وإن لم يوصف الله تعالى بالسخاء لكن وصفت بما يناسبها والشجاعة حسنة ولا يقال له تعالى شجاع لكن يتصف بعدم الخوف وهذا معنى ما قيل تخلقوا بالأخلاق الله تعالى وبالجملة هو الموجود الكامل الجامع لجميع الكمالات المنزه من جميع النقائص، وتحصيل كل كمال تشبه بالخالق تعالى وما يسلب عنه كالجسمية والمحسوسية والمكان والزمان والتركيب وأمثال ذلك من صفات النقص ويجب الترفع عنها على الإنسان بقدر استطاعته وهو معنى التقرب إلى الله وجعلة غاية = (*) ________________________________________