[ 20 ] قوله (واعبد به طوعا وكرها) كما قال جل شأنه * (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " وقال محي الدين في الفتوحات: " إذا ظهر المهدي (عليه السلام) يرفع بالمذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، وأعداؤه يدخلون في دينه وتحت حكمه كرها خوفا من سيفه ولو لا أن السيف بيده لا فتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطيعون ويخافون ويقبلون حكمه من غير إيمان ويضمرون خلافه ويعتقدون فيه إذا حكم فيهم بغير مذهب أئمتهم أنه على ظلال. في ذلك كلامه طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قوله (ولم يجحد آدم ولم يقر) أي لم يجحد آدم عهد المهدي (عليهم السلام) قلبا ولم يقر به لسانا بل أقربه ولم قلبا ولم يقر به لسانا لتولهه وتأسفه بضلالة أكثر أولاده. وبما يرد عليهم من القتل والقهر لما بين الاب وأولاد من الروابط العظيمة المقتضية لتأسفه بما يريد عيلهم وإن كان راضيا بقضاء الله وحكمه، وعلى هذا كانه لم يكن له عزم تام على الإقرار به إذ لو كان له ذلك العزم كما كان لاولى العزم من الرسل لاقر به كما أقروا، وأما قوله * (فنسى " معناه فترك الإقرار به لسانا أو فترك العزم على الإقرار به وليس المراد به معناه الحقيقي فليتأمل. * الأصل 2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم، عن أبيه عن الحسن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل لما أخرج ذرية آدم (عليه السلام) من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية له وبالنبوة لكل نبي فكان أول من أخذ له عليم الميثاق بنبويته محمد ابن عبد الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال الله عز وجل لآدم: انظر ماذا ترى، قال: فنظر آدم إلى ذريته وهم ذر قد ملؤوا السماء، قال آدم (عليه السلام): يا رب ما أكثر ذريتي ! ولأمر ما خلقتهم ؟ فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم ؟ قال الله عز وجل: يعبدونني لا يشركون بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتبعونهم، قال آدم (عليه السلام): يا رب فمالي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نور كثير وبعضهم له نور قليل أو بعضهم ليس له نور ؟ فقال الله عز وجل: كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم قال آدم (عليه السلام): يا رب فتأذن لي في الكلام فأتكلم ؟ قال الله عز وجل: تكلم فإن روحك من روحي وطبيعتك [ من ] خلاف كينونتي، قال آدم: يا رب فلو كنت خلقتهم على مثال واحد وقدر واحد وطبيعة واحدة وجبلة واحدة وألوان واحدة وأعمار واحدة وأرزاق سواء لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ولا اختلاف في شئ من الأشياء، قال الله عز وجل: يا آدم بروحي نطقت وبضعف طبيعتك تكلفت ما لا علم لك به وأنا الخالق العالم، بعلمي خالفت بين خلقهم وبمشيئتي يمضي فيهم أمري. وإلى تدبيري وتقديري صائرون، لا ________________________________________