[ 15 ] لأصحاب الشمال ادخلوها إلى آخره. والغرض من هذا التكليف ابراز المعلوم واظهار انطباق عمله به والممتثل بالتكليف في هذه الدار هو الممتثل بهذا التكليف، والراد هو الراد. والتطابق بين الامتثالين وعدمها لازم كما أشار إليه بقوله " فقم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولا هؤلاء من هؤلاء، وليس عدم استطاعتهم نظرا إلى ذواتهم بل بالغير فلا ينا في تكليفهم في العالم الشهودي لتكميل الحجة عليهم. * الأصل 2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة أن رجلا أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل * (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي - إلى آخر الآية) * فقال وأبوه يسمع (عليه السلام): حدثني أبي أن الله عز وجل قبض من تراب التربة ألتي خلق منها آدم (عليه السلام) فصب عليها الماء العذاب الفرات ثم تركها أربعين صبحانا ثم صب عليها الماء الاجاج فتركها أربعين صباحا، فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعا أن يقعوا في النار، فدخلوا أصحاب اليمين، فصارت عليهم بردا وسلاما وأبي أصحاب الشمال أن يدخلوها. * الشرح قوله (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) من ظهورهم بدل من " نبي آدم " بدل البعض من الكل، والمراد بأخذ الذرية من ظهورهم أخرجهم من أصلابهم نسلا بعد نسل و اشهادهم على أنفسهم فأن مواد الكل كانت موجودة في صلب آدم على ترتيب وجودهم فيب هذه النشأة فاخرجهم من ظهور بني آدم اخراج من ظهر آدم وصلبه فلا نيافي مادل على أن الإخراج من ظهر آدم وصلبه، ويؤيده ما نقل عن ابن عباس من " أنه تعالى لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه كل نسمة هو خالقا إلى يوم القيامة فقال: ألست بربكم قالوا بلي فنودى يومئذ جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة " وروي أن الذرية كانت في صورة إنسان على مقدار الذر. وقال محمد بن جرير الطبري: ان آدم لما فرغ من حجه ونام في وادي النعمان وهو واد خلف جبل عرفات أخرج الله تعالى ما كان في صلبه من ذريته إلى يوم القيامة فرآهم آدم (عليه السلام) فمن كان في يمينه كان من أهل الجنة ومن كان في يساره كان من أهل النار، وقال جماعة منهم صاحب الكشاف أن قوله ألست بربكم وقالو بلي شهدنا من باب التمثيل والتخييل ومعنى ذلك أنه نصب لهم الادلة على ربوبيته ووحدانيته وشهدت بها عقولهم وبصايرهم ألتي ركبها فيهم وجعلها مميزة بين الضلالة ________________________________________