[ 12 ] التعجب مثل ما أحسن زيدا. قوله (لما رأت عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدي) أشار بهذا إلى علي (عليه السلام) ولم ينسب الرؤية العينية إليه لأنه محدث والمحدث لا يرى بالعين بخلاف النبي. قوله (فيكتب لهما في التراب) دل على أنه (صلى الله عليه وآله) كان يكتب، وهذا من إعجازه لأنه لم يتعلم الكتاب وقد علمها. قوله (هل بقي شئ) يريد هل بقي احتمال أن يكون نزول الملائكة لا إلى أحد من الناس بعد قوله تعالى * (من كل أمر) * لأن نزولهم بالأمر لا يكون إلا إلى مأمور منزل إليه، والمقصود من هذا الاستفهام تقريرهما على نفي هذا الاحتمال، فلذا أمر أو قالا: لا. قوله (بذلك) أي بذلك الأمر. قوله (فإن كانا) إن مخففة من المكسورة المشددة وهي إذا خففت يلزمها اللام للفرق بينها وبين النافية، ويجوز إبطال عملها وإدخالها على كان ونحوه كما في قوله تبارك وتعالى * (وإن كانت لكبيرة) *. قوله (من شدة ما يداخلهما من الرعب) علة لمعرفتهما تلك الليلة، يعني أنه كان يدخل عليهما في ليلة القدر بعد النبي (صلى الله عليه وآله) من الرعب والخوف ما لا يعرف قدره إلا الله، إما لتذكرهما قول النبي (صلى الله عليه وآله) أو من قبل الله تعالى لإكمال الحجة عليهم فيعرفان بذلك أنها ليلة القدر، ولكن حب الجاه والرئاسة منعهما من الرجوع إلى الحق. * الأصل: 6 - وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا معشر الشيعة ! خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلحوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله). وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب * (حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) * فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله). يا معشر الشيعة ! يقول الله تبارك وتعالى * (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) * قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمد (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: صدقت، فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض ؟ فقال السائل: لا، قال أبو جعفر (عليه السلام): أرأيت بعيثه أليس نذيره كما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعثته من الله عزوجل نذير ؟ فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمد إلا وله بعيث نذير، قال: فإن قلت: لا، فقد ضيع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من في أصلاب الرجال من أمته قال: وما يكفيهم القرآن ؟ قال: بلى إن وجدوا له مفسرا، قال: وما فسره رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: بلى قد فسره لرجل واحد وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام). ________________________________________