[ 11 ] تصيبن الظالمين منكم خاصة، فغير واضح إلا أن يقال: يستفاد من الآية أن الفتنة على قسمين: أحدهما وهو مذكور فيها صريحا يعم الظالم وغيره، والآخر يختص بالظالم، وما ذكره (عليه السلام) تفسير للقسم الثاني. قوله (يقول أهل الخلاف لأمر الله) لأمر الله متعلق بالخلاف وصلة له، ولعل المراد بأهل الخلاف بعضهم، فإنك قد عرفت آنفا أن أكثر أهل الخلاف يقولون ببقاء حكم ليلة القدر بعده (صلى الله عليه وآله) وإن خالفنا في المنزل إليه، ويحتمل أن يراد جميعهم لأن جميعهم يقولون بزوال حكمها إذ حكمها وهو النزول إلى ولي الله وهم لا يقولون به. قوله (لأنهم إن قالوا) دليل على قوله: يقول أهل الخلاف مضت ليلة القدر، توضيحه: إن القول بعدم ذهابها يستلزم القول بأن لله تعالى فيها أمرا وهذا القول يستلزم الإقرار بأن لذلك الأمر صاحبا تنزل الملائكة إليه، وإنكار اللوازم يستلزم إنكار الملزوم، فلزمهم القول بذهابها سواء قالوا ذلك صريحا كبعضهم أو لم يقولوا كأكثرهم فليتأمل. * الأصل: 5 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام) كثيرا ما يقول: [ ما ] اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقرأ " إنا أنزلناه " بتخشع وبكاء فيقولان: ما أشد رقتك لهذه السورة فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما رأت عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدي، فيقولان: وما الذي رأيت وما الذي يرى ؟ قال: فيكتب لهما في التراب * (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) * قال: ثم يقول: هل بقي شئ بعد قوله عزوجل * (كل أمر) * فيقولان: لا، فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك ؟ فيقولان: أنت يارسول الله، فيقول: نعم، فيقول: هل تكون ليلة القدر من بعدي ؟ فيقولان: نعم، قال: فيقول: فهل ينزل ذلك الأمر فيها ؟ فيقولان: نعم، قال: فيقول: إلى من ؟ فيقولان: لا ندري، فيأخذ برأسي ويقول: إن لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي، قال: فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من شدة ما يداخلهما من الرعب. * الشرح: قوله (كثيرا ما يقول) أي يقول قولا كثيرا أو حينا كثيرا، وما زائدة للمبالغة وفي بعض النسخ " يقول كثيرا ما ". قوله (اجتمع التيمي والعدوي) اريد بالتيمي أبو بكر نسب إلى جده الخامس تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، وفي مرة وهو الجد السادس للنبي (صلى الله عليه وآله) اجتمع معه، وبالعدوي عمر نسب إلى جده السابع عدي بن كعب بن لؤي، وفي كعب اجتمع مع النبي (صلى الله عليه وآله). قوله (ما أشد رقتك) رقتك صيغة ________________________________________