[ 3 ] الحديث الثاني من باب شأن * (إنا أنزلناه) * * الأصل: 2 - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينا أبي جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى أغرورقت عيناه دموعا ثم قال: هل تدرون ما أضحكني ؟ قال: فقالوا: لا. قال: زعم ابن عباس أنه من * (الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * فقلت له: هل رأيت الملائكة يا ابن عباس ! تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن ؟ قال: فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول: * (إنما المؤمنون إخوة) * وقد دخل في هذا جميع الامة، فاستضحكت ثم قلت: صدقت يا ابن عباس أنشدك الله، في حكم الله جل ذكره اختلاف ؟ قال: فقال: لا، فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ثم ذهب وأتى به رجل آخر فأطار كفه فأتي به إليك وأنت قاض كيف أنت صانع ؟ قال: أقول لهذا القاطع: أعطه دية كفه وأقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت، وأبعث به إلى ذوي عدل، قلت: جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره ونقضت القول الأول، أبى الله عز ذكره أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود [ و ] ليس تفسيره في الأرض، إقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الأصابع، هكذا حكم الله ليلة تنزل فيها أمره، إن جحدتها بعدما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب قال: فلذلك عمي بصري، قال: وما علمك بذلك ؟ فوالله إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك، قال: فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله. ثم لقيته فقلت: يا ابن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس، قال لك علي بن أبي طالب (عليه السلام): إن ليلة القدر في كل سنة وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وإن لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: من هم ؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتبدى لك الملك الذي يحدثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدثك به علي - ولم تره عيناه ولكن وعى قلبه ووقر في سمعه - فقلت صفقك بجناحه فعميت ؟ قال: فقال ابن عباس: ما اختلفنا في شئ فحكمه إلى الله، فقلت له: فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين ؟ قال: لا، فقلت: ههنا هلكت وأهلكت. * الشرح: قوله (حتى اغرورقت عيناه دموعا) يقال: اغرورقت عيناه إذا دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما. ________________________________________