[ 6 ] للمحرق) (1) وهذه الأسماء مغايرة للمسميات فكذا الحال في أسمائه تعالى، ومن قال هذه الأسماء للخلق ولا نزاع في المغايرة فيها وإنما النزاع في أسماء الخالق ورد عليه أن الفرق تحكم، ومن ادعاه فعليه الإثبات (أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتناقل به) قال الجوهري: النقل المناقلة في المنطق، ومنه قولهم: رجل نقل وهو الحاضر الجواب، وناقلت فلانا الحديث إذا حدثته وحدثك، وفي بعض النسخ: " وتناضل " بالضاد المعجمة وهو بمعنى: تدافع وتجادل وتخاصم (أعداءنا الملحدين) العادلين عن دين الحق ومنهج الصواب. متخذين (مع الله تعالى غيره) على تضمين معنى الأخذ، ولو كان بدل الملحدين المتخذين بالتاء المثناة الفوقانية والذال المعجمة كما في الاحتجاج لما احتيج إلى التضمين. (قلت: نعم فقال: نفعك الله به وثبتك يا هشام. قال هشام: فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا) في بعض النسخ: " حين " بدل " حتى " وهو الأظهر. * الأصل: 3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: سئل عن معنى الله، فقال: استولى على ما دق وجل. * الشرح: (عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد (2) عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: سئل عن معنى الله قال استولى على ما دق ________________________________________ 1 - قوله " الخبز اسم للمأكول " هذا بحث حام حوله المتكلمون والحكماء، ومجمل الكلام فيه أن الوجود الذهني لكل شئ موافق للوجود الخارجي في الماهية ومباين له في نفس الوجود، فالنار في الذهن لها ماهية النارية لكن وجودها غير الوجود الخارجي، وعليه مبنى البحث في الوجود الذهني، وقالوا، إن حمل الماهية على نفسها في الوجود الذهني وهو الذي يسمى بالحمل الأولي الذاتي لا يعتبر في الصناعات وليس شايعا في متعارف الناس وإنما الحمل الشايع الصناعي حمل معنى على غير مفهومه وماهيته، وبعبارة أخرى: الحمل الشايع اتحاد المعنيين مصداقا لا مفهوما وعلى هذا، فالخبز لا يطلق بالحمل الشايع إلا على الموجود الخارجي الذي يؤكل لا على مفهومه الذهني، وكذلك الماء على ما هو ماء بالحمل الشائع، والاسم هو المفهوم والماهية والمسمى هو المصداق الخارجي وأحدهما غير الآخر وليس مفهوم الخبز خبزا ولا مفهوم الماء ماء. وبكلام الإمام (عليه السلام) يندفع توهم مجعولية الماهيات بالذات وكون الوجود مجعولا بالعرض إذ لو كانت المهيات مجعولة بالذات لزم كون الماهية في الذهن نفسها بالحمل الشائع فيؤكل الخبز الذهني ويشرب الماء الذهني ويندفع الإشكال المشهور وهو أن الجوهر في الذهن عرض ولا يمكن كون شئ واحد جوهرا وعرضا. والجواب: أن الخبز الذهني ليس مأكولا ولا جوهرا ولا جسما بالحمل الشائع بل هو غير المسمى، وهكذا. وقد بين ذلك صدر المتألهين في شرح هذا الحديث. (ش) 2 - قوله: " عن جده الحسن بن راشد " سبق ذكر الحسن بن راشد في أسناد الحديث الأول ويذكر هنا بمناسبة كلمه راشد ثلاثة = (*) ________________________________________