وأدبار الصلوات المكتوبات وأما هذه الهيئة التي يفعلها الناس في الدعاء بعد السلام من الصلاة بأن يبقى الإمام مستقبل القبلة والمؤتمون خلفه يدعو ويدعون فقال بن القيم لم يكن ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا روي عنه في حديث صحيح ولا حسن وقد وردت أحاديث في الدعاء بعد الصلاة معروفة وورد التسبيح والتحميد والتكبير كما سلف في الأذكار وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا أخرجه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم وعن عمر رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه أخرجه الترمذي له شواهد منها حديث بن عباس عند أبي داود وغيره ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن وعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم حيي بزنة نسي وحشي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا أخرجه الأربعة إلا النسائي وصححه الحاكم وصفه تعالى بالحياء يحمل على ما يليق به كسائر صفاته نؤمن بها ولا نكيفها ولا يقال إنه مجاز وتطلب له العلاقات هذا مذهب أئمة الحديث والصحابة وغيرهم وصفرا بكسر الصاد المهملة وسكون الفاء أي خالية وفي الحديث دلالة على استحباب رفع اليدين في الدعاء والأحاديث فيه كثيرة وأما حديث أنس لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء فالمراد به المبالغة في الرفع وأنه لم يقع إلا في الاستسقاء وأحاديث رفعه صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء أفردها الحافظ المنذري في جزء وأخرج أبو داود وغيره من حديث بن عباس المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك والاستسقاء أن تشير بأصبع واحدة والابتهال أن تمد يديك جميعا وهو موقوف وأما مسح اليدين بعد الدعاء فورد فيه الحديث الآتي وعن عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه أخرجه الترمذي وله شواهد منها عند أبي داود من حديث بن عباس وغيره ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن وفيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء قيل وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفرا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم وعن بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة أخرجه الترمذي وصححه بن حبان وعن بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة أخرجه الترمذي وصححه بن حبان المراد أحقهم بالشفاعة أو القرب من منزلته في الجنة وفيه فضيلة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وقد تقدمت قريبا ولو أضاف هذا الحديث إلى ما سلف لكان أوفق وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أخرجه البخاري وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه