مصالحهم في دنياهم وأخراهم وكف الأذى عنهم وتعليمهم ما جهلوه وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ونحو ذلك والكلام على كل قسم يحتمل الإطالة وفي هذا كفاية وقد بسطنا الكلام عليه في شرح الجامع الصغير قال بن بطال في الحديث دليل على أن النصيحة تسمى دينا وإسلاما وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول قال والنصيحة فرض كفاية يجزئ فيها من قام بها وتسقط عن الباقين والنصيحة لازمة على قدر الطاقة البشرية إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه فإن خشي أذى فهو في سعة والله أعلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق أخرجه الترمذي وصححه الحاكم الحديث دليل على عظمة تقوى الله وحسن الخلق وتقواه تعالى هي الإتيان بالطاعات واجتناب المقبحات فمن أتى بها وانتهى عن المنهيات فهي من أعظم أسباب دخول الجنة وأما حسن الخلق فتقدم الكلام فيه وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق أخرجه أبو يعلى وصححه الحاكم وعنه أي أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق أخرجه أبو يعلى وصححه الحاكم أي لا يتم لكم شمول الناس بإعطاء المال لكثرة الناس وقلة المال فهو غير داخل في مقدور البشر ولكن عليكم أن تسعوهم ببسط الوجه والطلاقة ولين الجانب وخفض الجناح ونحو ذلك مما يجلب التحاب بينكم فإنه مراد الله وذلك فيما عدا الكافر ومن أمر بالإغلاظ عليه وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن مرآة أخيه المؤمن أخرجه أبو داود بإسناد حسن وعنه أي أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن مرآة أخيه المؤمن أخرجه أبو داود بإسناد حسن أي المؤمن لأخيه المؤمن كالمرآة التي ينظر فيها وجهه فالمؤمن يطلع أخاه على ما فيه من عيب وينبهه على إصلاحه ويرشده إلى ما يزينه عند مولاه تعالى وإلى ما يزينه عند عباده وهذا داخل في النصيحة وعن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم أخرجه بن ماجه بإسناد حسن وهو عند الترمذي إلا أنه لم يسم الصحابي وعن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم أخرجه بن ماجه بإسناد حسن وهو عند الترمذي إلا أنه لم يسم الصحابي فيه أفضلية من يخالط الناس مخالطة يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحسن معاملتهم فإنه أفضل من الذي يعتزلهم ولا يصبر على المخالطة والأحوال تختلف باختلاف الأشخاص والأزمان ولكل حال مقال ومن رجح العزلة فله على فضلها أدلة وقد استوفاها الغزالي في الإحياء وغيره وعن بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي رواه أحمد وصححه بن حبان وعن بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم كما حسنت خلقي بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام فحسن خلقي