السائل للطعام وغيره فالأمر محمول على فعل ما هو أولى من تركه ليشمل الواجب والمندوب والأمر بصلاة الليل في قوله وصلوا بالليل قد ورد تفسيره بصلاة العشاء والمراد بالناس اليهود والنصارى ويحتمل أنه أريد ذلك وما يشمل نافلة الليل وقوله تدخلوا الجنة بسلام إخبار بأن هذه الأفعال من أسباب دخول الجنة وكأنه بسببها يحصل لفاعلها التوفيق وتجنب ما يوبقها من الأعمال وحصول الخاتمة الصالحة وعن تميم الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن هي يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم أخرجه مسلم وعن تميم الداري رضي الله عنه هو أبو رقية تميم بن أوس بن خارجة نسب إلى جده دار ويقال الديري نسبة إلى دير كان فيه قبل الإسلام وكان نصرانيا وليس في الصحيحين الموطأ داري ولا ديري إلا تميم أسلم سنة تسع كان يختم القرآن في ركعة وكان ربما ردد الآية الواحدة الليل كله إلى الصباح سكن المدينة ثم انتقل منها إلى الشام وروى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته قصة الجساسة والدجال وهي منقبة له وهي داخلة في رواية الأكابر عن الأصاغر وليس له في صحيح مسلم إلا هذا الحديث وليس له في البخاري شيء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة ثلاثا أي قالها ثلاثا قلنا لمن هي يا رسول الله أي من يستحقها قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم أخرجه مسلم هذا الحديث جليل قال العلماء إنه أحد الأحاديث الأربعة التي يدور عليها الإسلام وقال النووي ليس الأمر كما قالوه بل عليه مدار الإسلام قال الخطابي النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له ومعنى الإخبار عن الدين بها أن عماد الدين وقوامه النصيحة قالوا والنصح لله الإيمان به ونفي الشرك عنه وترك الإلحاد في صفاته ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها وتنزيهه تعالى عن جميع أنواع النقائص والقيام بطاعته واجتناب معاصيه والحب فيه والبغض فيه وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه وغير ذلك مما يجب له تعالى قال الخطابي وجميع هذه الأشياء راجعة إلى العبد من نصيحة نفسه والله تعالى غني عن نصح الناصح والنصيحة لكتابة الإيمان بأنه كلامه تعالى وتحليل ما حلله وتحريم ما حرمه والاهتداء بما فيه والتدبر لمعانيه والقيام بحقوق تلاوته والاتعاظ بمواعظه والاعتبار بزواجره والمعرفة له والنصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقه بما جاء به واتباعه فيما أمر به ونهى عنه وتعظيم حقه وتوقيره حيا وميتا ومحبة من أمر بمحبته من آله وصحبه ومعرفة سنته والعمل بها ونشرها والدعاء إليها والذب عنها والنصيحة لأئمة المسلمين إعانتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيرهم لحوائج العباد ونصحهم في الرفق والعدل قال الخطابي ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم والجهاد معهم وتعدد أسباب الخير في كل من هذه الأقسام لا تنحصر قيل وإذا أريد بأئمة المسلمين العلماء فنصحهم بقبول أقوالهم وتعظيم حقهم والاقتداء بهم ويحتمل أنه يحمل الحديث عليهما فهو حقيقة فيهما والنصيحة لعامة المسلمين بإرشادهم إلى