عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها يعني الجزية من مجوس هجر رواه البخاري وله طريق في الموطأ فيها انقطاع وهي ما أخرجه الشافعي عن بن شهاب أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين قال البيهقي وبن شهاب إنما أخذ حديثه عن بن المسيب وبن المسيب حسن المرسل فهذا هو الانقطاع الذي أشار إليه المصنف وأخرج الشافعي من حديث عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب ذكر المجوس فقال لا أدري كيف أصنع في أمرهم فقال عبد الرحمن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سنوا بهم سنة أهل الكتاب وأخرج أبو داود والبيهقي عن بن عباس قال جاء رجل من مجوس هجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما خرج قلت له ما قضى الله ورسوله فيكم قال شرا قلت مه قال الإسلام أو القتل قال وقال عبد الرحمن بن عوف قبل منهم الجزية قال بن عباس وأخذ الناس بقول عبد الرحمن وتركوا ما سمعت قلت لأن رواية عبد الرحمن موصولة وصحيحة ورواية بن عباس هي عن مجوسي لا تقبل اتفاقا وأخرج الطبراني عن مسلم بن العلاء الحضرمي في آخر حديثه بلفظ سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب وأخرج البيهقي عن المغيرة في حديث طويل مع فارس وقال فيه فأمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية وكان أهل فارس مجوسا فدلت هذه الأحاديث على أخذ الجزية من المجوس عموما ومن أهل هجر خصوصا كما دلت الآية على أخذها من أهل الكتاب اليهود والنصارى قال الخطابي وفي امتناع عمر رضي الله عنه من أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر دليل على أن رأي الصحابة أن لا تؤخذ الجزية من كل مشرك كما ذهب إليه الأوزاعي وإنما تقبل من أهل الكتاب وقد اختلف العلماء في المعنى الذي من أجله أخذت الجزية منهم فذهب الشافعي في أغلب قوليه إلى أنها إنما قبلت منهم لأنهم من أهل الكتاب وروي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال أكثر أهل العلم إنهم ليسوا من أهل الكتاب وإنما أخذت الجزية من اليهود والنصارى بالكتاب ومن المجوس بالسنة انتهى قلت قدمنا لك أن الحق أخذ الجزية من كل مشرك كما دل له حديث بريدة ولا يخفى أن في قوله سنوا بهم سنة أهل الكتاب ما يشعر بأنهم ليسوا بأهل كتاب ويدل لما قدمناه قوله وعن عاصم بن عمر عن أنس وعن عثمان بن أبي سليمان رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة الجندل فأخذوه فأتوا به فحقن دمه وصالحه على الجزية رواه أبو داود وعن عاصم بن عمر هو أبو عمرو عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه العدوي القرشي ولد قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وكان وسيما جسيما خيرا فاضلا شاعرا مات سنة سبعين قبل موت أخيه عبد الله بأربع سنين وهو جد عمر بن عبد العزيز لأمه روى عنه أبو أمامة بن سهل بن حنيف وعروة بن الزبير عن أنس أي بن مالك وعن عثمان بن أبي سليمان رضي الله عنه أي بن جبير بن مطعم القرشي المكي سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن وعامر بن عبد الله بن الزبير وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بضم الهمزة بعد الكاف مثناة تحتية فدال مهملة فراء دومة