باب لما أنهى الكلام على دعائم الإسلام الثلاثة وهي الصلاة والزكاة والصوم وما يلحق بها شرع في الكلام على الدعامة الرابعة وهي الحج بفتح الحاء وهو القياس والكسر أكثر سماعا وكذا اللغتان في الحجة وقيل الحج بالفتح المصدر وبالكسر الاسم وقيل الاسم بهما الجوهري الحج القصد ورجل محجوج أي مقصود وهذا الأصل ثم تعورف في استعماله في القصد إلى مكة المشرفة للنسك تقول حججت البيت أحجه حجا فأنا حاج وربما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر قال الراجز بكل شيخ عامر أو حاجج وإنما أضيف الحج والعمرة لله في قوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله ولم تضف بقية العبادة لأنه مما يكثر الرياء فيها جدا ويدل على ذلك الاستقراء حتى إن كثيرا من الحجاج لا يكاد يسمع حديثا في شيء إلا ذكر ما اتفق له في حجه فلما كان مظنة الرياء قيل فيهما لله اعتناء بالإخلاص اه خرشي ومعنى الحج اصطلاحا سيأتي للمصنف ومعنى العمرة لغة الزيارة واصطلاحا سيأتي للمصنف قوله فرض الحج أي مرة في العمر قوله وسنت العمرة أي مرة في العمر أيضا وسيأتي التصريح بذلك وما زاد على المرة في كل مندوب ويندب للحاج أن يقصد إقامة الموسم ليقع الحج فرض كفاية والعمرة سنة كفاية وهي آكد من الوتر وقيل هي فرض كالحج وبه قال الشافعي وقيل فرض على غير أهل مكة وهل فرض قبل الهجرة أو بعدها سنة خمس أو ست وصححه الشافعى أو ثمان أو تسع وصححه فى الإكمال أقوال ونزل قوله تعالى ولله على الناس حج البيت سنة سبع وقيل سنه عشر فتكون مؤكدة على أكثر الأقوال وحج عليه