وإقبالا وندما وأسفا وهو معنى قول صاحب الحكم رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا وقال تعالى إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ويحتمل أن مراد الشيخ وقوع المعاصي من أهل الحقيقة فيقدمون عليه امتثالا للمبرم لاستحالة تخلفه فقدومهم على المعصية بالإكراه كالساقط من شاهق ففي الصورة يرى مختارا وهو يشاهد سلب الاختيار عن نفسه وهذا المعنى قد شرحه العارف الجيلي بقوله ولي نكتة غرا هنا سأقولها وحق لها أن ترعويها المسامع هي الفرق مابين الولى وفاسق تنبه لها فالأمر فيه بدائع وما هو إلا أنه قبل وقعه يخبر قلبي بالذي هو واقع فأجنى الذي يقضيه في مرادها وعينى لها قبل الفعال تطالع فكنت أرى منها الإرادة قبل ما أرى الفعل مني والأسير مطاوع إذا كنت في أمر الشريعة عاصيا فإني في حكم الحقيقة طائع وعلى هذا المعنى تحمل الوقائع الخضرية ووقائع إخوة يوسف معه وأكل آدم من الشجرة فتأمل إن كنت من أهل النور وإلا فسلم لأهله مقالهم كما قال الشاعر وإذا لم ترى الهلال فسلم لأناس رأوه بالأعيان قوله قال تعالى والذاكرين الله كثيرا إن قلت إن الآية تدل على غفران الذنوب وعظم الأجر والمصنف أخبره بأن كثرة الذكر توجب نور البصيرة فلم يكن الدليل مطابقاللدعوى وأجيب بأن غفران الذنوب وعظم الأجر يستلزم نور البصيرة قال الشاعر إنارة العقل مكسوف بطوع هوى وعقل عاصى الهوى يزداد تنويرا قوله فيدخل في الآية أي فيتحقق له الوعد الذي في الآية والمراد أنه يذكر ذلك العدد ولو في العمر مرة لكن العارفون جعلوا ذلك العدد كل يوم وليلة وهذا أقل هذا الذكر عند العامة وأما ذكر الكريدين فأقله اثنا عشر ألفا في اليوم والليلة وأما ذكر الواصلين فهو عدم خطور غيره تعالى ببالهم كما قال العارف ابن الفارض ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري يومآ حكمت بردتي