أنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قلت ولم أر زيادة قوله العلي العظيم في كلام أحد وظاهر كلامهم أنه يحوقل أربع مرات وهو ظاهر وصرح بذلك النووي والحكمة في إبدال الحوقلة في الحيعلة ما أشار إليه المازري وغيره أن الحيعلة دعاء إلى الصلاة وإنما يحصل الأجر فيه بالإسماع فأمر الحاكي بالحوقلة لأن الأجر يحصل لقائلها سواء أعلنها أو أخفاها والله أعلم وكذلك قال ابن بشير إنما كان كذلك لأن ألفاظ الأذان ذكر وهي تفيد الحاكي بخلاف الحيعلة فإن معناها هلموا إلى الصلاة هلموا إلى الفلاح ولا يفيد الحاكي قولهما فيما بينه وبين نفسه فعوض من ذلك بأن يقول كلاما يناسب قول المؤذون ويكون جوابا له بأن تبرأ من الحول والقوة على إتيان الصلاة والفلاح إلا بحول الله وقوته تنبيهات الأول قال في الذخيرة الحول معناه المحاولة والتحيل والقوة معناها القدرة ومعنى الكلام لا حيلة لنا ولا قدرة على شيء إلا بقدرة الله تعالى ومشيئته انتهى قال الدميري وفي الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة أي أجرها مدخر لقائلها كما يدخر الكنز وروى البيهقي عن الشعب عن ابن مسعود قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله فقال صلى الله عليه وسلم تدري ما تفسيرها قلت لا قال لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ثم ضرب بيديه على منكبي وقال هكذا أخبرني جبريل عليه الصلاة والسلام انتهى وفي قوله صلى الله عليه وسلم كنز من كنوز الجنة إشارة إلى عظيم الثواب الذي يحصل فيها ونفاسته وإلا فجميع الثواب مدخر في الآخرة وقال النووي في شرح مسلم قال أبو الهيثم الحول الحركة أي لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله وكذا قال ثعلبة وآخرون وقيل لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله ثم حكى تفسير ابن مسعود ثم قال وحكى الجوهري لغة غريبة ضعيفة يقال لا حيل ولا قوة إلا بالله بالياء قال والحيل والحول بمعنى واحد انتهى ولم يضعف الجوهري اللغة المذكورة بل قال هي لغة وحكاها ابن فرحون وفي حديث رواه النسائي في اليوم والليلة وذكر في الإحياء في كتاب الأذكاء أن العبد إذا قالها قال الله تعالى أسلم عبدي واستسلم الثاني قال الدميري الحاء والعين لا يجتمعان في كلمة واحدة إلا أن تؤلف من كلمتين كالحيعلة انتهى وقال المازري في المعلم قال في المطرز في كتاب اليواقيت وغيره إن الأفعال التي أخذت من أسمائها سبعة وهي بسمل إذا قال بسم الله وسبحل إذا قال سبحان الله وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله وحيعل إذا قال حي على الفلاح ويجيء على هذا القياس الحيصلة إذا قال حي على الصلاة ولم يذكره وحمدل إذا قال الحمد لله وهيلل إذا قال لا إله إلا الله وجعفل إذا قال جعلت فداك زاد الثعلبي الطبقلة إذا قال أطال الله بقاءك والدمعزة إذا قال أدام الله عزك قال القاضي عياض في الإكمال قوله الحيصلة على قياس الحيعلة غير صحيح بل الحيعلة تنطلق على حي على الفلاح وعلى حي على الصلاة كله حيعلة ولو كان على قياسه في الحيصلة لقيل في حي على الفلاح الحيفلة وهذا لم يقل وإنما الحيعلة من حي على كذا فكيف وهذا باب مسموع لا يقاس عليه وانظر قوله جعفل في جعلت فداتك لو كان على قياس الحيعلة لكان جعلف إذا اللام مقدمة على الفاء وكذلك الطبقلة تكون اللام على القياس قبل الباء والقاف انتهى قال النووي ويقال في التعبير عن قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله الحوقلة هكذا قاله الأزهري والأكثرون وقال الجوهري الحوقلة فعلى الأول وهو المشهور الحاء والواو من الحول والقاف من القوة واللام من اسم الله وعلى الثاني الحاء واللام من الحول والقاف من القوة والأول أولى لئلا يفصل بين