وعن الرابع ان صاحب الشرع انما يجعل الحاكم وكيلا للغائب والوصي والمجنون لضرورة عجزهم عن المباشرة ولا ضرورة هاهنا والاصل ان يلي كل أحد مصالح نفسه فلا يترك الاصل عند عدم المعارض لاجل تركه عند المعارض وعن الخامس ان المحكوم عليه انما حرمت عليه المخالفة لما فيها من مفسدة مشاقة الحاكم وانخرام النظام وتشويش نفوذ المصالح واما ان لا ياخذ بالمخالفة من حيث لا يطلع عليه أحد ليس فيها شيء من ذلك فوائد قال صاحب المنتقي قوله لعل بعضكم ان يكون الحن بحجته معناه اعلم بمواقع الحجج قال ابو عبيد اللحن بفتح الحاء الفطنة وبإسكانها الخطا في القول وقوله اقتطع له قطعة من النار كقوله تعالى ان اللذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا من باب وصف السبب بوصف المسبب لان الماخوذ سبب النار كقول الشاعر يا ايها الراكب المزجى مطيته سائل بني اسد ما هذه الصوت وقل لهم بادروا بالعذر والتمسوا وجها ينجيكم انى انا الموت فوصف نفسه بأنه الموت لأنه سببه وقوله انما انا بشر خص نفسه بالبشرية فيقتضي ذلك أنه لا وصف له الا هي وذلك محال فمعنى لا وصف باعتبار الاطلاع على بواطن الخصوم الا البشرية وسائر صفاته العلية لا مدخل لها في ذلك وتقدم بسط هذا المعنى في مقدمة الكتاب